تعكف إسرائيل على وضع خطط لبناء مطار في صحراء إسرائيل الجنوبية ليكون بديلا عن مطار تل أبيب في أوقات الحرب وذلك بعد أن توقفت معظم شركات الطيران الأجنبية عن إرسال رحلاتها إلى هناك لفترة وجيزة بسبب النيران الصاروخية الفلسطينية من غزة.
وكان استهداف مطار بن جوريون الرئيسي ضربة ثقيلة للسياحة في إسرائيل ولإثبات قدرتها على إدارة أمورها بصورة طبيعية حتى في أوقات الحرب.
ومن المقرر افتتاح المطار الجديد الذي أطلق عليه اسم إيلان رامون رائد الفضاء الإٍسرائيلي في عام 2016 في إطار خطة بناء سريعة.
وقالت وزارة النقل الإسرائيلية إن حرب غزة التي استمرت سبعة أسابيع أكدت على أهمية مطار رامون "بوصفه بديلا كاملا في حالة الطوارئ وعلى الحاجة لاستكمال إنشائه بأسرع ما يمكن."
وتحويل الطائرات إلى مطارات أخرى عملية مقبولة زمن السلم في مجال الملاحة الجوية. ولكن بعض الخبراء يشككون في ما إذا كان بمقدور إسرائيل أن تفعل ذلك في ضوء أن مطار بن جوريون الذي يمكنه التعامل مع 90 ألف مسافر يوميا مساحته سبعة أمثال مطار رامون المعتزم إنشاؤه.
وأشار جاستين برونك من معهد خدمات رويال يونايتد في لندن إلى أن مدرج مطار رامون الوحيد سيستخدم للإقلاع والهبوط. وهو ما يقيد الطاقة الاستيعابية. ولمطار بن جوريون ثلاثة مدارج.
ويبعد المطار الجديد 19 كيلومترا عن إيلات ومن ضمن الأهداف الموضوعة له أن يحل محل مطار إيلات الصغير حيث تكون الطائرات في مرمى الصواريخ قصيرة المدى التي تطلقها الجماعات المتشددة من مصر.
ويبعد المطار الجديد في الوقت نفسه عن غزة 200 كيلومتر وعن لبنان 370 كيلومترا. وسيكون في منأى عن المدى الفعال لمعظم الصواريخ التي تملكها حماس في غزة وحزب الله في لبنان.
ويقع مطار رامون على مسافة ما بين ثلاث وأربع ساعات بالسيارة من تل أبيب والقدس. وما زالت خطوط السكك الحديدية بحاجة إلى عدة سنوات لبنائها.
وقال دوجلاس باري من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن إن تهدئة مخاوف المسافرين من الهبوط بعيدا عن وسط إسرائيل "ربما يعتمد على مدى سرعة البنية الأساسية للمواصلات الأرضية التي ستوضع هناك وإمكانية الاعتماد عليها."
وقال عوفير ليفلر المتحدث باسم هيئة مطارات إسرائيل إن رامون صمم للتعامل مع الرحلات الإضافية من خلال وجود موقف طائرات كبير يمكن الطائرات من التحرك بسرعة.
وأضاف أن برج مطار رامون سيرتبط بقاعدتي رادار عسكريتين توفران قدرة على مراقبة الملاحة الجوية فوق كل إسرائيل. وفي زمن الحرب سيعزز المطار بعاملين من مطار بن جوريون.
وقال مسؤولون إنه في وقت الحرب في غزة حولت بعض الرحلات التي كانت متجهة لمطار بن جوريون إلى قاعدة أوفدا العسكرية الإسرائيلي في الجنوب. ولكن ثبت أن تلك القاعدة لا يمكنها الاستيعاب بدرجة كافية.