أحبط فريق أمني بريطاني سري هجوماً لتنظيم داعش على قرية مسيحية لبنانية حدودية مع سوريا، وذلك بفضل أبراج المراقبة التي شيدتها القوات البريطانية في مايو/ايار الماضي.
و قام فريق بريطاني سري بإنقاذ قرية لبنانية مسيحية من "مذبحة" بعد أن منع مقاتلي الدولة إسلامية (داعش) من التقدم إليها وقتل سكانها.
وفقاً للمعلومات التي حصلت عليها صحيفة الـ "تليغراف"، نفذت قوات بريطانية مهمة سرية وعملت على مراقبة الحدود مع سوريا في بلدة رأس بعلبك شمالي لبنان، لمنع مسلحي "التنظيم" من التسلل عبر سوريا إلى لبنان.
الفرقة السرية أنشأت 12 برج مراقبة على طول حدود البلدة اتي ينتمي معظم سكانها إلى الديانة المسيحية، لمراقبة تقدم مقاتلي داعش ومنعهم من التسلل إلى البلدة وارتكاب "مجازر" بحق سكانها.
المهمة السرية التي تمت بالتعاون مع الجيش اللبناني، تساعد الجيش في المنطقة على وقف زحف مسلحي "داعش" باتجاه مناطق غربي البلاد، في وقت لا يزال التنظيم يوسع رقعة نفوذه في العراق وسوريا.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد شدد سابقاً على أهمية هذه البلدة والوضع الدقيق لسكانها المسيحيين، معرباً عن "اهتمامه" في إنقاذ بلدة رأس بعلبك.
من جهته، قال السفير البريطاني في لبنان توم فليتشر إن "أبراج المراقبة منعت حدوث مجزرة في رأس بعلبك، كان من شأنها أن تؤدي إلى كارثة تزعزع استقرار لبنان بكل طوائفه الدروز والسنة والشيعة المسلمين و2 مليون مسيحي". وأضاف أن "داعش أرادت أن ترتكب مجزرة في البلدة المسيحية لتحقق انتصار نوعي على الحدود وتحصل على اهتمام كبير. هذا النوع من التقدم كان ليؤدي إلى عواقب مأسوية في دولة تعاني الهشاشة".
يشار إلى أن القوة البريطانية السرية شيدت أبراج المراقبة بسرعة عالية على طول الحدود، وكل منها مصنوع من ست حاويات شحن جمعت معاً.
وقال جندي سابق عمل المشروع إن برج "تانغو 10" الذي كان له الفضل في وقف المجزرة في رأس بعلبك، ان المهمة كلفت دافعي الضرائب البريطانيين 150,000 جنيه استرليني".
يشار إلى أنه تم تشييد هذه الأبراج في 17 يوما في يوليو/تموز الماضي، وانتهى العمل عليها بأقل من أسبوعين، وذلك قبل هجوم واسع شنه مقاتلو داعش على مناطق قرب الحدود اللبنانية، شارك فيه أيضا آلاف المسلحين من "جبهة النصرة".
--------------------------