تستثمر الشركة الفرنسية العملاقة متعددة الجنسيات Thales في تطوير القدرات الصناعية في الشرق الأوسط، وذلك وفقاً لما ذكره مسؤول تنفيذي كبير في الشركة.
ازدادت طلبات السوق للشركة من 1.1 مليار دولار في 2011 إلى 2.37 مليار دولار في العام الماضي، حيث شهدت الشركة زيادة بنسبة 76 % في سوق الشرق الأوسط.
وقالت باسكال سوريس، نائب رئيس الشركة للتنمية الدولية: “إن الشرق الأوسط منطقة استراتيجية جدًا بالنسبة لنا.”
وقالت بأن الشركة تمضي إلى ما هو أبعد من الصادرات وتتجه نحو الاستثمار في تطوير القدرات في الشرق الأوسط.
وذكرت أنه: “نحن لن نعتمد على وتيرة التصدير بشكل أساسي بعد الآن، ولكن سنقوم بتطوير القدرات المحلية. لدينا بالفعل 1،200 شخص في الشرق الأوسط، وهذا يعني وجود الكفاءات التي تتجاوز نطاق التسويق والمبيعات.”
أحد الأمثلة على ذلك هو إقامة مشروع مشترك في دولة الإمارات العربية المتحدة مع شركة الإمارات المتقدمة للاستثمارات لإنشاء فرع لشركة Thales للحلول المتقدمة، حيث تقوم الشركة بتطوير الكفاءات والقدرات المحلية.
تمتلك شركة الإمارات المتقدمة للاستثمارات نسبة 51% من هذا المشروع المشترك في حين تمتلك شركة Thales نسبة 49%، وتم توقيع أكبر عقد للشركة في دولة الإمارات العربية المتحدة في العام الماضي.
وقالت سوريس: “يتعلق المشروع بأنظمة رادار المراقبة الجوية على مستوى منخفض وتُدار بالكامل من قِبل [شركة Thales للحلول المتقدمة]. نحن ندير المشروع بالكامل ولدينا فرق تسليم في المجال المدني، ونعتقد أنه سيتوجب علينا اتخاذ طريقة مماثلة لتطوير تلك القدرات في قطاع الدفاع.”
وأضافت أنه في العام الماضي، حققت شركة Thales أرباحًا بقيمة 14.2 مليار يورو (18.3 مليار دولار)، وقُسّمت بين أرباح الدفاع والأنشطة المدنية.
في الشرق الأوسط، ومع ذلك، كان التركيز على مشاريع الدفاع. وقالت سوريس: “لدينا 65 أو 60 % من المشاريع في الشرق الأوسط متعلقة بالدفاع.”
وأشارت سوريس أن النصف الأول من هذا العام في المنطقة بلغت فيه كمية الطلبات للشركة نسبة 13٪، وهي نسبة كبيرة للغاية.”
كما قالت سوريس أن التوسع الكبير في المنطقة يرجع إلى الاستراتيجية التي وضعها الرئيس التنفيذي جان برنار ليفي منذ تعيينه في ديسمبر عام 2012.
وقالت: “لقد قمنا بتطوير أنشطتنا بدرجات مختلفة في مختلف الدول في جميع أنحاء الشرق الأوسط وتواجدنا لفترة طويلة في المنطقة لأكثر من 40 سنة.”
تتواجد شركة Thales بشكل كبير في المملكة العربية السعودية، تليها الإمارات العربية المتحدة وقطر.
وذكرت سوريس: “على الصعيد الدولي، فإن الشرق الأوسط لا يمثل منطقة كبيرة لشركة Thales. لذلك فنحن نريد بالتأكيد مواصلة زيادة تواجدنا في المنطقة والتحرك للحصول على عدد من المشروعات.”
وقالت أيضًا: “في العام الماضي في المملكة العربية السعودية كان لدينا عدة عقود كبيرة تبلغ قيمتها أكثر من 100 مليار يورو في مختلف المجالات التي تشمل مشروعات الدفاع في القوات البحرية والجوية.”
أحد أكبر العقود المُبرمة في عام 2013 كان لتطوير نظام الأمن في المسجد الحرام في مكة المكرمة.
أضافت سوريس: “يشتمل المشروع على أمن الموقع من المسجد النبوي الشريف. تم استخدام نظام الأمن مع عدد من الكاميرات وأجهزة الاستشعار للتغلب على التحدي المتمثل في الحشود الضخمة من خلال مراقبة هذه الحشود، والتأكد من عدم وجود ما يهدد أمنها. بالإضافة إلى مهام رصد كثافة الحشد لتحديد إذا كانت الأرقام تتجاوز مستويات المخاطر، وتمتلك أنظمة الفيديو أيضًا مركزًا للقيادة والتحكم.”
وهذا العام في قطر، تدخل شركة Thales في مناقصة للعمل على إنشاء قاعدة القوات البحرية القطرية الجديدة، التي من المتوقع أن تكون جاهزة للعمل في عام 2017.
القاعدة البحرية الجديدة ستكون مركز للأمن البحري لدولة قطر وسيتم بنائها على بُعد 14 كيلومترًا من الدوحة، وذلك وفقًا لما ذكره العقيد صالح الساعي، عضو اللجنة الفنية لمشروع القاعدة البحرية في القوة البحرية الأميرية.
وقال الساعي: ” تم دراسة المشروع وبحثه لعدد من السنوات والخطة هي تطوير منشأة بحرية هي الأكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية في العالم بحلول عام 2017. وفي الوقت الراهن، فإن قدراتنا البحرية متأخرة 10 سنوات وراء أكثر القوات البحرية تقدمًا في المنطقة، لذلك نحن نريد للحصول على أحدث القدرات في 2017. وبالإضافة إلى ذلك، نحن نعمل على تطوير البنية التحتية في القاعدة للمساعدة في دعم تطوير وتوسيع البحرية الأميرية.”
وقد طُلب من الشركات التي تقدم العطاءات مثل شركة Thales، وشركة Cassidian، وشركة Honeywell، وشركة Johnson Controls، وشركة Thales International، أن تقدم أحدث التقنيات.