إندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في مدينة القدس الشرقية على ضوء ما تردد ان مستوطنين قتلوا سائق حافلة ركاب فلسطيني تم العثور عليه مشنوقا في حافلته.
فقد تم مساء امس الأحد في موقف للحافلات في جبل المكبر في القدس، العثور على جثة الشاب المقدسي يوسف رموني (32 عاما) معلقا بحبل رفيع في حافلة ركاب تابعة لشركة المواصلات الاسرائيلية "إيجد" كان يعمل سائقا لها. وقد اكتشف الجثة سائق آخر صعد الى الحافلة قرابة الساعة العاشرة مساء، علما أن وقت الوفاة وفقا للتقرير الطبي نحو الساعة 21.30.
وقالت مصادر فلسطينية إن رموني وهو إبن حي الطور في القدس الشرقية قد خلف وراءه زوجة ثاكل وطفلين.
ورغم أن أسباب الوفاة لم تتضح حتى الآن إلا أن مصادر فلسطينية قالت إنه قُتل بأيدي مستوطنين يهود، وأن الخلفية قومية، الأمر الذي نفته الشرطة وفقا لتحقيقات أولية، مؤكدة أنه وضع حدا لحياته من خلال الانتحار. لكن أفراد عائلته ينفون هذه الفرضية مستعرضين صورا لجثته تظهر كدمات وعلامات عنف، مؤكدين أنه لم يكن يعاني من مصاعب مادية أو أي سبب يدفعه الى وضع حد لحياته.
وفي مواقع التواصل الإجتماعي فيسبوك وتويتر، سرعان ما انتشر نبأ يتحدث عن قتله شنقا بأيدي مستوطنين يهود، فاندلعت مواجهات بين شبان مقدسيين خرجوا إحتجاجا على الحدث في كل من حي الطور وراس العمود وأبو ديس في القدس الشرقية.
وأعرب عدد من السائقين الفلسطينيين العاملين في شركة المواصلات نفسها عن نيتهم تعليق عملهم اليوم الإثنين "احتجاجا على مقتل زميلهم الرموني"، وناشدوا السائقين بالالتزام بتعليق العمل.
وتم نقل جثمان الفقيد فجر اليوم إلى معهد الطب العدلي "أبو كبير " لتشريحه برفقة الشرطة الاسرائيلية، بعد ان أصرت العائلة على تشريحه بحضور طبيب فلسطيني.
وكانت قد أعلنت الشرطة الإسرائيلية عصر الأحد أن إسرائيليا أصيب بجراح تتراوح بين طفيفة ومتوسطة بعد تعرضه للطعن بواسطة مفك من قبل شاب فلسطيني في مدينة القدس. ويأتي هذان الحادثان بعد أن شهدت مدينة القدس تراجعا في حوادث الاعتداءات على خلفية قومية خلال الأيام الأخيرة.
وجاء في بيان اصدرته الشرطة الاسرائيلية: "قبل فتره وجيزة من مساء اليوم الاحد في القدس شارع الانبياء، ووفقا للمعلومات والتفاصيل الاولية المتوفرة، تم تنفيذ عملية طعن مواطن يهودي يبلغ من العمر نحو 32 عاما، على ما يبدو بواسطة مفك، وعلى ما يبدو من قبل شاب عربي لاذ بالفرار باتجاه باب العامود. وانتشرت قوات الأمن في مدينة القدس بحثا عن المشتبه فيه بتنفيذ عملية الطعن، ونصبت الشرطة الحواجز، وشرعت بتمشيط المنطقة بحثا عن المشتبه فيه. وثم اعتقلت الشرطة الإسرائيلية لاحقا فلسطينيين اثنين يشتبه فيهما بالضلوع في حادثة الطعن".
وفي ردّ أولي، رحّبت حركة حماس في بيان مقتضب لها بعملية الطعن التي وقعت في القدس، وقالت فيه "إن العملية هي رد طبيعي على الاحتلال".
وفي سياق آخر، أصيب طفل فلسطيني يبلغ من العمر 10 سنوات بجراح وصفت بالخطيرة بعد ظهر الأحد، وذلك بعد أن قام الجيش الإسرائيلي بإطلاق الرصاص عليه قرب موقع "كيسوفيم" العسكري على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة.
وتشهد القدس الشرقية توترا حادا وذلك بسبب سعي إسرائيل الى زيادة البناء في المدينة وخشية الفلسطينيين من أن تقوم إسرائيل بتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى أو السماح لليهود بالصلاة فيه، ولو أن السلطات الإسرائيلية تؤكد أنها لا تملك أي خطط لتغيير الوضع القائم في الأقصى منذ 1967.
وتسمح السلطات الاسرائيلية لليهود بزيارة باحة الأقصى في أوقات محددة وتحت رقابة صارمة، لكن لا يحق لهم الصلاة فيها. ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الإسرائيلية بدخول السياح الأجانب لزيارة الأقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، لمحاولة الدخول الى المسجد لممارسة شعائر دينية واعلان نيتهم بناء الهيكل مكانه.