آثر «حزب الله» من خلال نشر عدد من عناصر النخبة لديه خلال مراسم إحياء ذكرى عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الثلاثاء الماضي الكشف عن «رأس جبل ثلج» العتاد العسكري الجديد الذي نجح بتأمينه خلال السنوات الـ3 الماضي، بحسب خبراء عسكريين مقربين منه.
فالعناصر التي ظهرت مقنعة بشكل كامل وبزي أسود متطور ومجهّز، وسُمح بتصويرها، أثارت موجة تساؤلات عن مهماتها ونوعية السلاح والتقنيات المزودة بها.
ونقل موقع «بنت جبيل» ومركزه في جنوب لبنان منطقة نفوذ «حزب الله»، عن صحيفة «برافدا» الروسية في أحد أعدادها الصادرة تحت عنوان «الحرب الذكية على ارهاب»، أن صفقة سرية تعقد بين «حزب الله» من جهة وبين مجمع الصناعات الحربية الكترونية الروسية، تقوم على تصنيع اخير خمسمائة خوذة مراقبة رقمية مهمتها كشف المواد المتفجرة المخفية وذلك عبر منظومة متكاملة متصلة بنظارات مخصصة لهذا الغرض. وأشارت الصحيفة إلى أنه تم التوقيع على العقد الذي بقيت قيمته طي الكتمان، لافتة إلى أن الظهور الأول لهذه المعدات سجّل في مراسم إحياء ذكرى عاشوراء في الضاحية.
واعتبر الخبير العسكري المقرب من «حزب الله»، أمين حطيط نقلا عن الشرق الأوسط اللندنية، أن الحديث عن خوذ تكشف المواد المتفجرة، معلومات بحاجة للتدقيق، لافتا إلى أن الأجهزة التي تكشف الألغام والمتفجرات التي يمتلكها «حزب الله»، تأتي على شكل أجهزة موصولة بأسلاك وبسماعات، وبالتالي فإن العناصر التي ظهرت في عاشوراء كانت تضع خوذا تحوي الأسلاك والسماعات وليس بالضرورة أن تكون خوذا رقمية مهمتها الأساسية كشف المتفجرات.
وشدّد حطيط في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أنّه وبغض النظر عن الأسلحة المتطورة التي كانت بحوزة القوات الخاصة التي انتشر عدد منها في الضاحية، فإنه ومما لا شك فيه أن الحزب امتلك في السنوات الـ3 الماضية أسلحة وعتادا عسكريا لم يكن يمتلكه سابقا، وبالتحديد أجهزة من الفئة الأولى تستخدمها القوات الخاصة.
وأوضح حطيط أن سوق سلاح «حزب الله» ليس محصورا بالسوق الروسي، لافتا إلى أن بعض الأسلحة يأتي بها من الأسواق الأوروبية. وقال: «(حزب الله) حقق قفزة نوعية لجهة طبيعة السلاح الذي بات بحوزته، وهو أظهر رأس جبل الجليد من خلال نشر القوات الخاصة بأسلحتها المتطورة خلال عاشوراء».
وربط حطيط بين إظهار هذه القوات وسلاحها للعلن وبين التهديدات التي أطلقها أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله باستهداف الموانئ الإسرائيلية. وقال: «هو قرن تهديداته بقرائن رُصدت بين الجماهير المحتشدة».
وكان نصر الله هدّد يوم الثلاثاء الماضي بضرب الموانئ الإسرائيلية في أي عدوان مرتقب على لبنان، متوجها للإسرائيليين بالقول: «عليكم أن تغلقوا مطاراتكم وعليكم أن تغلقوا موانئكم، ولن تجدوا مكانا على امتداد فلسطين المحتلة لا تصل إليها صواريخ المقاومة الإسلامية في لبنان». وردّ وزير المواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس على نصر الله مهددا بإعادة لبنان إلى «العصر الحجري».
وأفاد موقع «الحدث نيوز» الإلكتروني المؤيد لـ«حزب الله»، أن العناصر التي ظهرت خلال إحياء ذكرى عاشوراء «تتبع لوحدة الرضوان العسكرية التي تشمل قوات التدخل والخاصة في الحزب، وهي مجموعة عالية التدريب والمهارة أعدت منذ مدة وفق تدريبات خاصة تخاطب ظروف العمل الصعبة وتحاكي التكتيكات العسكرية الخاصة بوحدة إيغوز الإسرائيلية، إحدى أمهر وحدات النخبة». ونقل الموقع عن مصادر مطلعة أن «الوحدة فخر الصناعة العسكرية للمقاومة ويوكل إليها المهمات التي لا تسند إلى غيرها».
-----------------------------------------------