الصفقة تقضي بتزويد الجيش اللبناني بست مقاتلات و18 مروحية للقيام بمهمات خفيفة بالاضافة الى طائرات مراقبة وتجسس لمكافحة التمرد.
بيروت – قالت مصادر عسكرية لبنانية، الجمعة، ان السعودية ستمول شراء الجيش اللبناني لمقاتلات ومروحيات قتالية ضمن الهبة السعودية لتسليح القوات الامنية اللبنانية لمواجهة الجماعات المتشددة.
ونقلت صحيفة "المستقبل" اللبنانية عن مصدر عسكري رفيع قوله أنه تم "توقيع عقود لشراء 6 طائرات مقاتلة من طراز (سوبر توكانو) البرازيلية بالاضافة الى 18 مروحية هجومية خفيفة مخصّصة لتنفيذ هجمات تُوصف في العلم العسكرى بـ(الهجمات الخفيفة) من خلال الهبة السعودية الأخيرة للجيش والأمن اللبنانيين".
وعانى لبنان من الصراع السوري، الي اندلع قبل ثلاثة اعوام، خاصة في منطقة عرسال الحدودية حيث تمكنت جماعات متشددة من اختراق الحدود.
وكانت عرسال مسرحا لمعارك اندلعت في الثاني من آب/اغسطس واستمرت خمسة ايام، واسفرت عن مقتل عشرين عسكريا و16 مدنيا وعشرات المسلحين. وانتهت بانسحاب المسلحين الى الجرود والى سوريا، الا انهم خطفوا عددا من العسكريين وعناصر قوى الامن الداخلي، ولا يزالون يحتجزون حوالى ثلاثين منهم.
ونتيجة لذلك قررالعاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في اب/اغسطس، منح الجيش اللبناني مليار دولار من اجل دعم معركته ضد الجهاديين على الحدود مع سوريا.
وقررت الرياض "جعل زعيم تيار المستقبل سعد الحريرى مؤتمنا عليها".
وقال الحريري، في مطلع تشرين الاول/ اكتوبر، "مسألة المليار دولار التي أتولى إدارتها أنا شخصيا لتسليح الجيش اللبناني والقوى الأمنية، فإنكم خلال الأسابيع المقبلة سترون نتائجها".
ولم يبد حينها اي تفاصيل.
وتوقع المصدر، في تصريح للصحيفة اللبنانية، وصول طلائع حصة الجيش من الهبة السعودية خلال شهرين، لافتا إلى أهمية حصول الجيش اللبناني على طائرات مقاتلة حديثة.
وأوضح المصدر العسكري الرفيع أنّ مقاتلات سوبر توكانو "طائرات حربية من الطراز الحديث مزوّدة بجهاز ليزر وقادرة على شنّ هجمات بالغة الدقة من علو شاهق (يصل إلى ارتفاعه أكثر من 30 ألف قدم)"، لافتاً، في ما يتعلق بالمروحيات الهجومية، إلى أنّ شراءها سيتم بموجب عقدَين أحدهما يضم 6 مروحيات من الطراز الحديث والآخر يضم 12 مروحية مستعملة.
وأشار في الوقت ذاته إلى أنّ العقود الموقّعة من ضمن مبلغ النصف مليار المخصصة للجيش اللبناني ضمن الهبة السعودية تشمل كذلك تعزيز وتسليح المقاتلات الموجودة حالياً لدى المؤسسة العسكرية اللبنانية.
وكانت السعودية تعهدت في اواخر اذار/مارس بمنح ثلاثة مليارات دولار الى الجيش اللبناني ليتزود بأسلحة فرنسية، الا ان المحادثات تعرقلت بسبب قائمة المعدات.
وكانت فرنسا اعلنت في الاول من ايلول/سبتمبر، على اثر محادثات بين هولاند وولي العهد السعودي الامير سلمان بن عبد العزيز، ان الاتفاق بين البلدين في مرحلة "وضع اللمسات الأخيرة عليه".
ومن جانبها، ذكرت صحيفة "النهار" أن السعودية وافقت على تمويل صفقة لتزويد لبنان بثلاث طائرات مراقبة واستطلاع واستخبارات مزودة بصواريخ، إضافة إلى 12 طائرة "سوبر توكانو" لاستخدامها فى مهمات مكافحة التمرد، مشيرة إلى أن "تنفيذ هذه الصفقة يعني حصول لبنان على قدرات جوية مماثلة للعراق في مجال مكافحة التمرد".
وأشارت إلى أن "رئيس الحكومة السابق زعيم تيار المستقبل سعد الحريرى أعلن بعد لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قبل أسبوعين، أنه سيجرى التوقيع على صفقات مع باريس لتسليح القوى العسكرية والأمنية، من خلال هبة المليار دولار".
ولفتت مصادر دبلوماسية إلى أن "فرنسا قد تزود الأمن العام اللبناني بالمعدات اللازمة لميكنة المديرية من أجل إصدار جوازات السفر (البيومترية) من خلال هذه الهبة".
رابط