"الكرادة .. الاعظمية .. مدينة الصدر، رصافة و كرخ.. الكل بخير، رغم ما يحصل"، عبارة تضمنتها حملة أطلقها ناشطون لمواجهة إشاعات طالما صدرت لتربك وضع العاصمة من باب الحرب النفسية التي يشنها تنظيم "داعش" ويعينه بها آخرون بقصد أو دون قصد.
وصدرت عبر الحملة جملة مقترحات وتوصيات لمواجهة مد الإشاعات القوي الذي بدا متقنا، وكثيرا ما أوهم الناس بتقرب الإرهابيين من بغداد ومحاصرتها وما الى ذلك من أنباء غالبا ما وصفها خبراء أمنيون، بأنها "سخافات" غير واقعية وغير قابلة للتحقق وفق المعطيات المتوفرة على الأرض.
وأنشأت صفحة خاصة بعنوان "بغداد بخير" على موقع التواصل الاجتماع "الفيس بوك"، تدعو الناشطين الى أن يكونوا عناصر ايجابيين في مجتمعهم العراقي وفي بغداد بالذات، ولم تستثني الصفحة أي أحد على خلفية انتمائه أو مذهبة أو قوميته، فالجميع سواسية ومن واجبهم التصدي لأي خطر يتهدد مدينتهم العريقة.
وفق ذلك قال أحمد كريم، وهو من أهالي حي الجامعة في تعليق له على موقع التواصل الاجتماعي، "نقترح على جميع النشطاء الخروج كلٌ ضمن منطقته والتقاط صور للشوارع وللناس كيف يمارسون حياتهم الطبيعية دون خوف"، مبينا أن "ذلك يجعل من المشاركين في الحملة طاقة ايجابية ضد الأخبار الكاذبة والإشاعات".
ويضيف كريم قائلا، "هذه بغدادنا ياشباب، لا تدعوا الإشاعات تدمّر عيشنا، كونوا أدوات إعلامية لمواجهة الإشاعات"، داعيا سائقي سيارات الأجرة بالذات الى "نقل الصورة الحقيقية في بغداد وما تشهده من استقرار، كونهم يتنقلون في أكثر من منطقة يوميا".
ناشط آخر وهو عبد الله سعد، من أهالي منطقة الكاظمية، يدعو جميع المنخرطين في الحملة الى "كتابة أسماء مناطقهم، والتقاط صور لها ونشرها وإعطائها مشاركة واعجابات من اجل ضمان أكبر عدد ممكن من الدخول والمساهمات"، مبينا أن "تلك الأنشطة تزيد من فاعلية الحملة وتعزز الوحدة الوطنية بين مكونات المجتمع كافة".
أما الناشط تحسين هاشم وهو من أهالي مدينة الصدر، فيقول، إن "بغدادنا دائماً بخير مهما حصل فيها فهي بخير"، لافتا الى أن "الإرهابيون لن يتمكنوا من النيل منها مهما فعلوا".
ويوضح هاشم، أن "الشائعات هي أمل الإرهابيين الوحيد لإحداث بلبة".
أما الناشط محمد الياسري وهو مصور من بغداد، فهو أبدى استعداده التام لـ"التقاط صور متنوعة للعاصمة بغية إثراء الصفحة بها وتفنيد جميع الشائعات التي تعكس حقيقة مغايرة على وضع العاصمة".
وما أن انطلقت الحملة حتى بدأت صور مناطق بغداد بكرخها ورصافتها تزين صفحات "الفيس بوك"، حيث المساجد والكنائس والمطاعم والشوارع المزدحمة وضفاف دجلة والمتنزهات التي تعج بالعوائل مساءا، فضلا عن الأسواق الشعبية نهارا.