10.15.2014   12:24:52  

أثبتت الحروب اللاتماثلية ضرورة اقتناء طائرات قتال خفيفة توفّر الدعم الجوي القريب وتتمتع بالقدرة على المناورة العالية وبقدرات نارية عالية عند خوض الحروب بهدف حفظ الأمن ومكافحة التمرد والإرهاب.

وتعتبر طائرة A-29 Super Tucano من المنصات الأبرز التي تمتلك الخصائص والقدرات التي تؤهلها للقيام بتلك المهام خاصة وأنها نموذجية للبيئات العملياتية لمكافحة الإرهاب . بدأت شركة إمبراير(Embraer) البرازيلية بإنتاج هذا النوع من الطائرات في مطلع التسعينات. وتعمل اليوم شركة Sierra Nevada Corporation (SNC) الأميركية على تحديث وصيانة طائرة A-29. وفي حديث خاص لمجلة "الأمن والدفاع العربي" مع اللواء المتقاعد في الجيش الأميركي جيف شلوسير، نائب الرئيس الاستراتيجي لقسم البرامج الدولية لدى شركة SNC، وضّح لنا بدقة علاقة الشركتين وميزات الطائرة.

تم اختيار طائرة A-29 من قبل سلاح الجو الأميركي باعتبارها إحدى الشركات المزودة المفضلة لبرامج الطيران بحيث يزوّد سلاح الجو الأميركي شركة SNC بمتطلبات مجموعة المهمات والقدرات، وبدورها تجري الشركة الأميركية دراسة للطائرة وتوصي بمنصّة تلبي متطلبات المهمات والمخاطر الخاصة بسلاح الجو. من بعدها، توفر SNC خدمات تعديل مهمات الطائرة إضافة إلى تدريب طاقم الطائرة والدعم اللوجستي للمقاول. وهنا تجدر الإشارة إلى أنه جرى تسليم طائرة A-29 Super Tucano الأولى من أصل 20 إلى سلاح الجو الأميركي لدعم الاستقرار في أفغانستان.

أما فيما يخص خصائص الطائرة، فشرح شلوسير أنه تم تسليم 180 منها حتى اليوم. وتعمل على تشغيلها أو تمتلكها 11 دولة لصالح قواتها الجوية في أنحاء العالم، وهي الأفغانية والبرازبلية والأنغولية والتشيلية والكولومبية والإندونيسية والموريتانية والسينيغالية والإكوادورية إضافة إلى القوات الجوية الخاصة ببوركينا فاسو وبجمهورية الدومينيكان. ونوّه اللواء شلوسير أن الطائرة تتميز بقدرتها على توفير الدعم الجوي القريب (CAS) وخاصة في المدن، كما تتمتع بنظام التحكم الجوي الأمامي (FAC) المحمول جواً وتقوم بعمليات المواكبة. إضافة إلى ذلك، تتمتع A-29 بقدرتها على الاعتراض على سرعات منخفضة وحماية البنية التحتية الحرجة والقيام بعمليات أمن الحدود والموانىْ وعمليات مكافحة التمرد والإرهاب.

وأضاف أن الطائرة تتميز أيضاً بالقدرة على إدارة الكوارث ودعم الأجهزة الأمنية المدنية من خلال تنفيذها لمهام البحث والإنقاذ وعمليات الاستطلاع والتصوير الجوي لمناطق الكوارث، أما بالنسبة لمهام التدريب فهي تؤمن التدريب على الطيران الأساسي. من هنا، تجمع الطائرة التي يوجد منها نسختين، الأولى ذات مقعد واحد والثانية ذات مقعدين، بين مهام التدريب وعمليات الاستخبار والمراقبة والاستطلاع (ISR) والقدرة على التحمل العالية في منصة واحدة تقوم بأداء كل تلك المهام حالياً في جميع أنحاء العالم.

وقال إن الصواريخ التي من الممكن تركيبها على A-29 Super Tucano هي مجموعة واسعة من مجموعة صواريخ هيلفاير (Hellfire) وهي AGM-114K/K2/K2A Hellfire II وAGM-114L Hellfire Longbow، و AGM-114M Hellfire II  و AGM-114N Hellfire II (MAC)، AGM-114R Hellfire II. بالإضافة إلى المجموعة الواسعة تلك، يمكن تركيب صاروخ جيريت الموجه بالليزر من إنتاج شركة روكتسان (Roketsan) التركية، والذي يُطلق من مروحيات AH-1W و T-129 ATAK والطائرات دون طيار والمركبات البرية والمنصات البحرية، وهو صاروخ موجه يبلغ طول قطره 70 ملم.

وأوضح جيف أنه تم تصميم الطائرة في الأساس لتلبية كل تلك المهمات، كما تم إثبات قدراتها القتالية على أرض المعارك ووصلت ساعات الطيران في مهماتها القتالية إلى 28.000 ساعة. وأضاف أن الطائرة تقوم بمهمات تدريبية متقدمة أيضاً، ويمكن تعديل وتحديث وبرمجة القدرات التدريبية للطائرة حسب متطلبات الزبائن كما وصلت ساعات الطيران في تلك المهمات إلى 180.000 ساعة. وبإمكان الطائرة الإقلاع والهبوط انطلاقاً من مدرجات غير معبّدة.

أما بالنسبة لحجرة الطيار، فأشاد جيف بتميزها خاصة أنها تتضمن مقاعد قذف الطيار خارجاً على علو صفر وسرعة طيران صفر ونظام مولّد للأوكسيجين مركّب على متن الطائرة ومكيفات هواء ونظام الطيار الآلي وحجرة قيادة مدرعة. واعتبر أن الكترونيات الطيران الخاصة بطائرة A-29 متقدمة وتشمل خريطة متحركة ومسجّل فيديو رقمي لاستخلاص المعلومات السريعة والدقيقة بالإضافة إلى نظام ملاحة دقيق مع نظام طيار آلي مدمج ونظام تحديد المواقع ونظام الملاحة بالقصور الذاتي.