توقع محللون ودبلوماسيون أميركيون أن تلبي الولايات المتحدة الأميركية طلب تونس تزويدها بمقاتلات عسكرية لمواجهة "الإرهاب" الذي يهددها، فيما تباينت الآراء بشأن إمكانية امتداد المساعدة الأميركية لتصل إلى الاستعانة بخبرتها العسكرية الميدانية في هذا المجال.
وكان الرئيس التونسي منصف المرزوقي قد أعلن أن بلاده "طلبت من الولايات المتحدة تزويدها بـ12 مروحية عسكرية لدعم قواتها المسلحة في مواجهة الإرهاب".
وقال المرزوقي -على هامش مشاركته في أعمال القمة الأميركية الأفريقية بواشنطن- إن الجيش التونسي "بحاجة مُلحَة للتدريب ولمعدات أخرى مثل أجهزة الرؤية الليلية" محذرا من تجدد أعمال العنف قبيل الانتخابات.
وتوقع الباحث في مركز التقدم الأميركي هاردن لانغ أن "تمضي الولايات المتحدة قدمًا في بيع مروحيات من طراز بلاك هوك إلى تونس بناءً على طلب الرئيس المرزوقي".
وقال لانغ -في تصريح للجزيرة نت- أعرف أن وزارة الخارجية الأميركية "وافقت بالفعل على الصفقة".
ومن جهتها قالت أستاذة العلوم السياسية في جامعة نورث ويسترن إليزابيث هيرد، إن التاريخ يشير إلى أنه "متى وُجِد من يريد شراء أسلحة أميركية فإن بلادها تكون في العادة أكثر من سعيدة لبيعها".
وتوقعت ألا تتوقف المساعدة الأميركية عند بيع تونس طائرات مقاتلة، قائلة "قد تتعاون واشنطن علنًا أو سرًّا مع الحكومة التونسية من أجل محاربة الإرهاب".
أما الخبير في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وليام لورانس، فيرى أن الصفقة "قد تمت الموافقة عليها من قبل السلطة التنفيذية، وأنها تنتظر فقط موافقة الكونغرس".
واستبعد لورانس -وهو دبلوماسي أميركي سابق، في حديثه للجزيرة نت- أن تمتنع واشنطن عن تلبية المطلب التونسي قائلا إن قطاعا واسعا "ينظر لتونس باعتبارها قصة النجاح الوحيدة للربيع العربي، وإن كانت قصة نجاح هشة"، لافتا إلى أن معارضة الكونغرس بيع الطائرات لهذا البلد في المغرب العربي "سيبعث برسالة سلبية واضحة".
وقال إن الإرهاب "يمثل خطرا حقيقيا على تونس"، الأمر الذي جعل حديث المرزوقي واضحا في واشنطن بإعلانه أن المشكلة الأمنية في بلده "تشكل أولوية".
وعن ما إذا كانت هذه المروحيات المقاتلة قادرة وحدها على حل المشكلة التونسية، يقول الدبلوماسي الأميركي "بالطبع لا" إن تحقيق الاستقرار في تونس "يتطلب معالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية أيضا".
واستبعد لورانس إمكانية استعانة تونس بالخبرة الميدانية الأميركية في مجال مكافحة الإرهاب، قائلا إن أميركا "ستكتفي بدعمها بالمعدات العسكرية والتدريب لأن المغرب العربي له سياق مختلف تماما عن العراق وأفغانستان".
وأشار إلى إمكانية اعتماد أميركا على نهج "أكثر شمولية" يتعامل بشكل أكثر فعالية مع المظالم السياسية والاقتصادية والاجتماعية الكامنة، مؤكدًا أن هذا النهج "سيكون أفضل على المدى الطويل وسيخلف نجاحا مستداما".
من جهته اعتبر مدير مركز التحليل السياسي والعسكري بمعهد هدسون -ريتشارد وايتز- أن صفقة إرسال طائرات بلاك هوك إلى تونس "جزء من برنامج المبيعات الأميركية الخارجية".
وأوضح وايتز -للجزيرة نت- أنه على الرغم من أن الصفقة لا تزال خاضعة لموافقة الكونغرس، فإن تونس "ستدفع 700 مليون دولار مقابل 12 طائرة هليكوبتر وأنظمة الدعم والتسلح".
وتابع "الخارجية الأميركية لديها ضوء أخضر للمضي قدما في الصفقة ومن المرجح جدا أن يعطي الكونغرس الموافقة النهائية".
وخلص إلى أن المسألة تتلخص في أن العديد من الجهاديين "يتدفقون من تونس إلى سوريا والعراق" وبالتالي فإن لدى الولايات المتحدة "مصلحة في تعزيز القدرة العسكرية التونسية من أجل وقف هذا التدفق".