سلاح الجو الأميركي إلى مرحلة إنتقالية

ملازم أول

يقوم سلاح الجو الأميركي بالاستثمارات من مصادر مختلفة لإبقاء أسطوله من قاذفات B-1 و B-2 وB-52 في وضع جيد وفي جهوزية تامة للقيام بالمهام الموكلة إليها في هذا العصر الذي تزداد فيه أنظمة الدفاع الجوي قدرة، ناهيك عن التحديات المختلفة الأخرى.

ويقوم هذا السلاح أيضاً بالمضي قدماً ببرنامجه القياسي للحصول على قاذفات قنابل بعيدة المدى (Long (Range Strike Bomber, LRS-B مع حلول منتصف العشرينات من هذا القرن.

لا يزال الجيش الأميركي يعتمد قدرات الطائرات الضاربة التقليدية والنووية الطويلة المدى لقاذفاتها الثقيلة من طراز B-1 و B-2 وB-52، لكن أهم أعمال التحديث التي تجرى على هذه الأساطيل تقع ضمن برنامج Spirit للطائرات العشرين من طراز B-2 الذي تقوم به شركة نورثروب غرومان.

يقول أندرو أورّ، وهو ناطق باسم سلاح الجو الأميركي في البنتاغون، بأنه لدى نورثروب غرومان عقد بقيمة 9،9 مليار دولار لكي تقوم بدمج أسلحة نووية رقمية وجهاز لاسلكي جديد يسمح للقاذفات بتلقي الرسائل حتى في حال حدوث انفجار نووي. وسوف تتضمن عملية ترقية الأسطول وتحديثه أيضاً معالجات كمبيوترية جديدة، وأنظمة طيران إلكترونية Avionics وأجهزة إنذار ورادارات واتصالات جديدة. وسوف تسمح الترقيات التكنولوجية لقاذفات الأسطول النووية ذات الأجنحة الشبيهة بأجنحة الخفاش بالطيران حتى العام 2058.

وخلال شهر كانون الثاني يناير الماضي، تسلم سلاح الجو الأميركي من جديد أول قاذفة روكويل B-1B لانسر (Rockwell B-1B Lancer bomber) التي تمت ترقيتها وتحديثها كجزء من برنامج التحديث للمحطات القتالية المدمجةIBS .

هذا ويعتبر برنامج IBS من الجهود التي تبذلها شركة بوينغ وتشمل ثلاثة ترقيات لتطوير قاذفات سلاح الجو الأميركي من طراز B-1B التي يبلغ عددها 66 طائرة. ويغطي هذا العقد عملية تركيب وحدات لشاشة عرض للوضع الأفقي على الأرض التي يتم تركيبها في قمرة القيادة الأمامية بالإضافة إلى نظام مدمج كلياً لربط قواعد البيانات ناهيك عن نظام التجارب المركزي المدمج كلياً الذي يركب في القمرة الخلفية. هذا ويجب تركيب هذه المجموعات الثلاث بشكل متزامن، وسوف تتواصل عمليات التركيب هذه حتى العام 2019. وسوف يسمح هنا الجهد المبذول بإطالة الحياة العملية لقاذفات B-1 في سلاح الطيران لتصل إلى العام 2040.

ويقوم الجيش أيضاً بتطبيق المراحل الأولى للترقيات والتطويرات التكنولوجية لقاذفات B-52 الجديرة بالتقدير والمجربة خلال الحروب فيتم تزويدها بأنظمة إلكترونية جديدة وبمزيد من القدرة على حمل الأسلحة. وشركة بوينغ هي المقاول الرئيس في هذا المسعى.

ويتوقع سلاح الجو الأميركي في مثل هذا الوقت من العام القادم، أن يقوك باختيار شركة لتطوير وبناء القاذفة الضاربة الطويلة المدى LRS-B الجديدة. وسوف تدعم القاذفة الجديدة هذه المهام العالمية لسلاح الجو الأميركي باتجاه حقبة متقدمة من القرن الحالي.

وقد سئل إد غوليك، الناطق باسم برامج الشراء في المكتب الصحافي لسلاح الجو الأميركي في البنتاغون:" ما هي الميزات التي تجعل قاذفات LRS-B مختلفة عن الطائرات العريقة الموروثة" فأجاب :" بالرغم من أننا نقوم باستمرار بترقية وتحديث أساطيلنا الحالية، فهي لا تزال في خطر في مواجهة الدفاعات الجوية العصرية، أما القاذفة الجديدة فسوف تعتمد تكنولوجيات ناضجة بالإضافة إلى الأنظمة الحالية لخفض التعقيدات البرمجية التي تزود بها، وسوف تكون هذه التحسينات ملحوظة بوضوح بالمقارنة مع ما هو موجود من الطائرات الحالية. فقد جرى الكثير من التطوير والتقدم في هذا المجال مما يجعل مستوى هذه الطائرة أعلى بكثير مما سوف تستطيع البلدان الأخرى تقديمه".

وتبعاً لذلك، فسوف تستطيع هذه الطائرة أن تخترق الأجواء المعادية بالعمق ولكن، ليس لضرب الأهداف العالية القيمة أو المحصنة بواسطة منظومات مختلفة من الأسلحة والذخائر فحسب بل للقيام بمهام المراقبة والاستطلاع وبمهام أخرى أيضاً.

وقد صرح قادة سلاح الجو الأميركي خلال الصيف الحالي أنه من المنتظر من مشروع LRS-B أن ينتج مابين 80 و100 طائرة. وقال غوليك:" ننوي تسليم القدرات التي تتسم بها قاذفات القنابل LRS-B في العشرينات من القرن الحالي قبل موعد خروج أسطول طائراتنا الهرمة من الخدمة."

هذا ويعتبر مشروع قاذفات LRS-B استثماراً هاماً. إذ أن موازنة البنتاغون للعام 2015 لحظت للمشروع مبلغاً قيمته 11.78 مليار دولار أميركي خلال السنوات المالية القادمة. يشار إلى أن هذا البرنامج يحقق في هذه المراحل الأساسية انجازات هامة.

وقد صرح غوليك للأمن والدفاع العربي في الرابع من آب/ أغسطس الماضي أن مكتبه قام بتوجيه كتاب لاستدراج عروض يتعلق بقاذفات LRS-B إلى الشركات الصناعية المتخصصة في 9 تموز/ يوليو الماضي، وأضاف بأن كتاب استدراج العروض سوف يقود إلى عملية انتقائية تنافسية بالنسبة لمطوري القاذفات في الإطار الزمني لربيع العام 2015 . فالقوات الجوية ملتزمة عملية استحواذ عادلة لاختيار القاذفة الطويلة المدى الجديدة بطريقة تدعم متطلبات الأمن القومي وبأسعار معقولة.

هذا وقد أعلنت شركتا بوينغ ولوكهيد مارتن أنهما سوف توحدان جهودهما في هذه المنافسة لبناء قاذفة LRS-B. وستكون بوينغ المقاول الرئيسي في هذا المشروع بينما ستكون لوكهيد المقاول الثانوي الرئيس. وحتى صدور هذا المقال لم يقم أي فريق صناعي آخر بالإعلان عن دخوله في المنافسة على العقد الوشيك الحدوث.

أضاف غوليك أنه من الأهمية بمكان أن قاذفات LRS-B قد تكون آخر القاذفات المأهولة التي تقوم الولايات المتحدة الأميركية بصناعتها، إذ ستبنى القاعدة الأساسية لهذه الطائرة كقاذفة مأهولة ولكن سوف تقوم بأخذ الاحتياطات لمنحها قدرات للقاذفات غير المأهولة في المستقبل.

http://sdarabia.com/preview_news.php?id=32517&cat=4#.VAhGp6H6gdU

» سلاح الجو الأميركي: الموازنة ستضر ببرامج التسليح
» سلاح الجو الأميركي يتزود بطائرات الإرضاع الجوي بوينغ KC-46A
» شركة نورثروب غرومان: لتصنيع القاذفة الجديدة بعيدة المدى لسلاح الجو الأميركي
» بخصوص سلاح الجو المغربي؟؟
» سلاح الجو الملكي الأردني

سلاح الجو الأميركي إلى مرحلة إنتقالية

سلاح الجو الأميركي إلى مرحلة إنتقالية

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة

صفحة 1 من اصل 1