ابدى قائد القوات الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) الجنرال ديفيد رودريغيز اليوم (الاربعاء) استعداد واشنطن للعمل بشكل وثيق مع الجزائر من أجل محاربة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي.
وأجرى رودريغيز الذي وصل الجزائر ضمن جولة شملت المغرب وتونس محادثات مع رئيس الوزراء الجزائري عبد الملك سلال ووزير الخارجية رمطان لعمامرة وقائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح.
وقال رودريغيز في تصريح صحفي عقب مباحثاته مع لعمامرة إن الجزائر تعتبر شريكا هاما في تعزيز الأمن الإقليمي ، مضيفا أن "الجزائر تعد شريكا هاما بالنسبة لنا ونحن متفقون في العديد من الجوانب".
وأكد المسؤول العسكري استعداد بلاده "للعمل بشكل وثيق مع الحكومة الجزائرية من أجل محاربة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي".
وقال "تحادثنا مع عديد المسؤولين الجزائريين حول التحديات الراهنة وكذا تلك التي قد تحدث في المستقبل وذلك بهدف تعزيز التزامنا من اجل عالم أكثر أمنا واستقرارا وخاصة من أجل إفريقيا أكثر ازدهارا وأمنا وديمقراطية".
واعتبر أن "التغلب على الخطر الإرهابي يتطلب عملا مشتركا في مجالات الأمن والتنمية الاقتصادية والدبلوماسية".
وأكد رودريغيز مشاطرته "التزام الجزائر من أجل ليبيا موحدة يحكمها الليبيون أنفسهم" والتزامها "السلم في مالي".
وحسب بيان صادر عن رئاسة الحكومة ، فإن المباحثات سمحت للطرفين بتبادل وجهات النظر حول الوضع السائد في المنطقة وانعكاساته على المستويات الأمنية والإنسانية والإقتصادية.
كما كانت "مناسبة للمسؤولين للتأكيد على ضرورة تعميق الحوار وتنسيق الجهود فيما يخص البحث عن السبل الكفيلة بتحقيق السلام والاستقرار في كل المنطقة من خلال تفضيل الحوار ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله".
وتناولت أيضا "واقع التعاون العسكري الثنائي وسبل تعزيزه... والوضع الأمني السائد بمنطقة الساحل والجوار من أجل البحث في أفضل الطرق لتنسيق الأعمال، خاصة في مجال تبادل الاستعلام والخبرات في إطار مكافحة الإرهاب".
وكانت أفريكوم دعت الجزائر العام 2010 إلى وضع إستراتيجية عسكرية جوية مشتركة مع القوات الجوية الجزائرية بهدف تعزيز التعاون العسكري.
وينحصر التعاون العسكري بين الجانبين في التدريب وتبادل المعطيات التقنية فيما يخص الطائرات والتدخل في حالة وقوع كوارث طبيعية والإنقاذ.
وفشلت الولايات المتحدة الأمريكية في إقناع الجزائر بجدوى نقل مقر قيادة "أفريكوم" من شتوتجارت في ألمانيا إلى إفريقيا وخاصة إلى الجزائر.
وأعلنت الجزائر رفضها لأي وجود عسكري أمريكي وبخاصة في دول شمال إفريقيا والساحل الإفريقي، خوفا من أجندة سرية لهذا التوجه، بالرغم من أن واشنطن أعلنت أن الأمر يتعلق بنشاط لوجيستي ودعم بالخبراء والسلاح لجيوش المنطقة للوقوف في وجه التهديدات الأمنية خاصة تهديدات الجماعات الجهادية.
وتتولى الجزائر مهمة تنسيق موقف "القيادة العسكرية المشتركة لدول الساحل" التي تضم الجزائر والنيجر ومالي وموريتانيا مع الدول الكبرى والمجتمع الدولي.