قالت تقارير إن أجهزة الاستخبارات البريطانية اقتربت من تحديد هوية إرهابي تنظيم (داعش)، الذي ظهر ملثماً بزي أسود في مقطع فيديو تم فيه ذبح الصحافي الأميركي جيمس فولي.
يعتقد على نطاق أمني واسع أن المتشدد المهووس، الذي قطع رأس الصحافي، هو واحد من عصابة من الجهاديين البريطانيين تعرف باسم "البيتلز"، وانه من أصل ما بين 400 و500 ذهبوا لسوريا للقتال، عاد منهم العشرات في الأوان الأخير، بينما تم اعتقال 69 منهم.
وقال ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني إنه من الأرجح أن يكون الشخص المتورط في عملية القتل بريطانيًا، مضيفاً أن الوقت ليس مناسبًا لأي "رد فعل عنيف".
وكان كاميرون قطع إجازته السنوية لمناقشة تداعيات احتمال تورط شخص بريطاني في الحادث، وقال رئيس الحكومة: الفاعل بريطاني الجنسية، ينشط في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وذلك بعد شهادات من مخطوفين غربيين سابقين كانوا لدى التنظيم وأكدوا التعرف على صوت المنفذ.
وكان كاميرون، قال في تصريحات صحفية سابقة: "لم نحدد بشكل دقيق بعد هوية الشخص الذي نفذ عملية قطع الرأس في الفيديو، لكنّ هناك احتمالاً كبيراً بأنه مواطن بريطاني. هذا أمر يبعث على الصدمة."
وأشارت تقارير غير مؤكدة أن الملثم الذي ظهر في الفيديو تحدث في ما يبدو باللكنة البريطانية لسكان شرق لندن أو جنوب شرق انكلترا.
وحذرت شرطة الميتروبوليتان البريطانية من أن "مشاهدة أو تحميل أو نشر" الفيديو قد تعتبر جريمة طبقًا لقانون الإرهاب البريطاني.
جون والبيتلز
وأفاد تقرير لصحيفة (الغارديان)، الخميس، بأن الشخص الذي ظهر وكأنه منفذ عملية القتل هو زعيم مجموعة من البريطانيين يطلق عليهم اسم (البيتلز) ويعتقد أن اسمه "جون"، وكان يقيم في العاصمة البريطانية.
ونقلت الصحيفة عن مختطف سابق كان بقبضة تنظيم "داعش" تأكيده على أنه تعرّف على صوت منفذ عملية الإعدام، مضيفاً أن اسمه "جون"، وكان من بين ثلاثة بريطانيين من عناصر "داعش" يقومون بتأمين حماية المختطفين الغربيين.
وأكد محللون أمنيون بريطانيون أن الشرطة البريطانية تعمل على التحقق من نبرة صوت منفذ عملية الإعدام ومطابقتها بالبيانات الموجودة لديها.
وقال الرئيس السابق للاستخبارات الخارجية البريطانية المعروفة باسم (MI 6 ) لراديو (بي بي سي 4) إنه يعتقد أن تتبع هوية هذا الشخص ممكن بشكل كبير، مشيراً إلى أن " تحديد الاجراءات التي يمكن اتخاذها بشأنه سيعتمد على تحديد هويته".
وكان فولي الخبير في قضايا المنطقة، أرسل تقارير صحفية كثيرة من مناطق مختلفة في أنحاء الشرق الأوسط، إذ كان يعمل لغلوبال بوست الأميركية، وبعض الجهات الإعلامية الأخرى، ومن بينها وكالة الأنباء الفرنسية.
ويظهر في الفيديو، الذي حمل عنوان (رسالة إلى أميركا)، رجل قدم على أنه جيمس فولي، يرتدي سترة برتقالية، ويجلس على ركبتيه في منطقة صحراوية جرداء، وبجانبه رجل مسلح ملثم يرتدي ملابس سوداء.
وتحدث الصحافي جيمس فولي موجهاً رسالة إلى أسرته، ورابطًا قتله الوشيك بحملة قصف الحكومة الأميركية لأهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق.
كلام بالإكراه
ويقول مراقبون: يبدو أن فولي كما يتضح كان يتكلم وهو مكره على ذلك، وقال "أطالب أصدقائي وأسرتي وأحبائي بالوقوف ضد قتلتي الحقيقيين، وهم الحكومة الأميركية، لأن ما سيحدث لي هو فقط بسبب تواطؤهم وإجرامهم".
وعقب بيانه القصير، وصف الرجل الملثم - الذي كان يتحدث الإنكليزية بلكنة بريطانية، مقدمًا نفسه على أنه عضو في تنظيم الدولة الإسلامية - فولي بأنه مواطن أميركي.
وبعد الانتهاء من حديثه، ظهر الرجل وهو يبدأ في قطع رقبة الشخص المقبوض عليه، قبل أن يقطع الفيديو. ثم شوهد جسد الرجل وهو ملقى على الأرض.
وكانت الولايات المتحدة قد شنت غارات جوية قبل نحو أسبوعين، لمساعدة القوات الكردية في كبح جماح تقدم مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق، ولاستعادة السيطرة على سد الموصل، أكبر سد في العراق.
معلومات شلتنهام
ويعتقد أن الأجهزة الأمنية البريطانية ستعتمد في مهمتها لتحديد هوية القاتل الذي ظهر في الشريط على صوت وأنماط الكلام التي تم تسجيلها ورصدها في داخل بريطانيا وخارجها، لعدد من المتهمين بالإرهاب والتطرف البريطانيين كان تم تخزينها من جانب المحققين في مركز الحكومة للاتصالات في شلتنهام.
ويقول تقرير إن احد الأدلة التي ستقود الى التعرف على هوية القاتل، أن الملثم يبدو أنه أعسر، ويحمل سكيناً في يده اليسرى كما أنه يحمل بندقيته على كتفه الأيسر، ومن المحتمل أن تكون جريمة القتل حصلت في سوريا حيث تم اعتقال السيد فولي منذ 2012، وتجري دراسة صورة عن أدلة محتملة في الموقع.
تقرير غارنر
وإلى ذلك، قال فرانك غارنر مراسل بي بي سي للشؤون الامنية الذي كان هو الآخر تعرض لحادث إرهابي في الرياض قبل سنوات، إن ثمة تقارير تفيد بأن من قاموا باحتجاز الصحافي الأميركي الذي يعتقد أنه سافر الى سوريا منذ 3 سنوات، هم مجموعة صغيرة من البريطانيين توكل اليهم مهمة حراسة أسرى "تنظيم الدولة الاسلامية".
وأضاف غارنر أن عملية تحديد هوية الذين ظهروا في مقطع الفيديو ستتم من خلال عدة محاور من بينها سجلات الاستخبارات البريطانية (MI 5) وسجلات الشرطة ووحدة محاربة الارهاب، اضافة الى المنتديات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي لجمع الأدلة التي قد تساعد على التعرف على هؤلاء الاشخاص.
ومن المرجح أن يكون الشخص الذي ظهر في الفيديو وتكلم بلهجة سكان لندن سافر الى سوريا خلال الاعوام الثلاثة الماضية، وهو معروف في دوائر الجهاديين.
وأخيراً، قال مراسل بي بي سي إن بعض التقارير يشير إلى أن تنظيم "الدولة الاسلامية" به نحو 400 شخص بريطاني، وألقت السلطات البريطانية القبض على 69 شخصًا داخل البلاد يعتقد أن لهم صلات بالتنظيمات الجهادية في سوريا.
المصدر