حذرت قيادة الجيش الجزائري من تسلل عناصر من جماعات إرهابية متعددة إلى الجزائر، باستغلال حالة النزوح التي تشهدها الجزائر من دول الجوار كمالي وليبيا بسبب النزاعات الداخلية.
ونشرت قيادة الجيش بيانا في المجلة الرسمية للجيش، ذكرت فيه أن الجزائر تواجه "تحديات ورهانات عسكرية وأمنية كبيرة، تتطلب التجند والاستعداد لصد أي تسلل محتمل عبر الحدود، ومواجهة مختلف التهديدات، لاسيما الإرهابية منها، والمخاطر التي تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات".
وأكدت قيادة الجيش أن "الساحة الإقليمية تعرف تطورات خطيرة بتصاعد أعمال العنف وتردي الحالة الأمنية بشكل خطير على حدودنا الشرقية التي تعرف تدهورا أمنيا دفع إلى نزوح للسكان نحو حدودنا".
ولفت البيان إلى أن قيادة الجيش ترى أن هذا النزوح "قد يساعد على تسلل عناصر من جماعات إرهابية إلى الوطن، مما يشكل خطرا على الأمن والاستقرار بالمنطقة".
وتتزامن تحذيرات قيادة الجيش مع تقارير ذكرت أن عناصر تتبع تنظيم "داعش" تسللت إلى الجزائر في صورة لاجئين سوريين، خاصة بعد توقيف شبكة دولية تهرب اللاجئين إلى الجزائر، ومنها إلى أوروبا، مرورا عبر ليبيا، وبعد توقيف 120 لاجئا سوريا كانوا في حافلة نقل بولاية وادي سوف جنوب الجزائر.
ويصل إلى الجزائر عدد من اللاجئين السوريين يتوجه عدد منهم إلى الحدود الغربية للعبور إلى المغرب ومنها إلى إسبانيا، فيما يتوجه جزء منهم إلى الحدود مع ليبيا للعبور باتجاه إيطاليا. وتستغل شبكات تهريب البشر حاجة اللاجئين السوريين لابتزازهم وتهريبهم إلى أوروبا عبر المغرب أو ليبيا.
ورغم عدم تأكيد السلطات الجزائرية لهذه التقارير، فإن مسؤولين من ولاية إليزي، القريبة من الحدود مع ليبيا، أكدوا أن السلطات اتخذت إجراءات استثنائية تتعلق بتشديد مراقبة الفنادق ومنع السكان المحليين من تأجير مساكنهم لرعايا أجانب.
وشدد بيان قيادة الجيش على أن "وحدات الجيش تبقى مستعدة ويقظة بغرض التصدي لهذه التهديدات، وذلك من خلال انتشاره عبر حدود الجزائر مع مختلف الدول المجاورة لممارسة مهامه الدستورية في ظل احترام القوانين والنظم دفاعا عن حدودنا الوطنية والوحدة الترابية وسيادة وأمن واستقرار الجزائر".