الغايه
........
التعرف بدور الجيش العراقي في الحروب العربيه الصهيونيه الاربعه بسبب أغفال هذا الدور مع الاسف من قبل دول المواجهه ( مصر - الاردن - سوريا ) سواءا كان ذلك التغافل بقصد ناتج عن الخلافات السياسيه في حينه أو بدون قصد . لكن الحقائق يجب ان لاتغفل خصوصا أن موضوع مشاركة الجيوش هو استنزاف لطاقات بشريه ودماء قد افتدت انفسها وجادت بها من قبل المصير القومي المشترك والدفاع عن الحقوق المصيريه . وقد قيل أن أول الضحايا عند اندلاع الحرب هي الحقيقه . عليه نجد من واجبنا التركيز على دور الجيش العراقي السابق في الحروب القوميه الاربعه . ولكون الموضوع يخص الحرب الرابعه وهي حرب تشرين أكتوبر 1973 فسوف نكتب الحقائق التاريخيه لدور الجيش العراقي على الجبهتين - المصريه والسوريه حسب أحداثها وسنركز على الجانب العسكري خصوصا . ونأمل من الاخوه الذين لديهم حقائق واضافات ان لايبخلوا علينا . واعتذر عن اضافة الخرائط والصور لاني لااجيد اضافتها الى المقالات . واكون شاكرا لمن يعاونني بنقلها ومن الله التوفيق .
الحلقه الاولى
...........
عام
....
1. أعتبرت القياده في العراق أن تحرير الاراضي العربيه المغتصبه هو هدف قومي لاينبغي أسقاطه .
2. أعد العراق مشروعا عرضه على مؤتمر القمه الثلاثي المنعقد في طرابلس يوم 19 حزيران -جون 1970 بين الروساء ( الراحلون ) أحمد حسن البكر وجمال عبد الناصر ومعمر القذافي .هدفه وحده عسكريه قوميه لتحرير الاراضي المغتصبه .
3. قدمت الولايات المتحده الامريكيه مشروع وزير خارجيتها ( وليم روجرز ) وقد وافقت عليه كل من مصر والاردن الامر الذي استدعى العراق سحب قوات صلاح الدين الايوبي ( الفرقه المدرعه الثالثه ) من الاراضي الاردنيه ( الجبهه الشرقيه ) حيث كانت الفرقه ترابط في الجبهه الشرقيه لاجل توحيد القوات المسلحه العربيه لتحرير فلسطين وقد قسمت الجبهه الشرقيه الى جبهتين - شماليه وشرقيه - دون موافقة العراق ( كان قائد الجبهه الشرقيه المرحوم الفريق اركان حرب المصري عبد المنعم رياض ) .
4. لكون العراق مرتبط باتفاقية صداقه سوفيتيه تم توقيعها من قبل الرئيسين العراقي - احمد حسن البكر والرئيس السوفياتي - الكسي كوسجن فلم يحضى المشروع العراقي الوحدوي العسكري بموافقة الحكومه السوفيتيه واعتبرته غير عملي .
5. في أذار - مارس1972 زار نائب رئيس الجمهوريه العراقيه ونائب مجلس قيادة الثوره ( صدام حسين ) كل من دمشق والقاهره وعرض عليهم مشروع وحده عسكري حربي لتحرير فلسطين والاراضي العربيه المحتله . وكانت النتائج كما يلي :-
أ . قامت قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي ( القطر السوري ) بتعميم نشره للرفاق اعضاء القياده معاديه للمشروع .
ب . اعترضت الجمهوريه العربيه المتحده ( مصر ) على المشروع . هنا سأل النائب صدام حسين نائب رئيس الجمهوريه المصري أنذاك ( محمود فوزي ) هل ستقيمون سلما حقيقيا مع اسرائيل ؟ فرد النائب محمود فوزي . نعم .
6. في ك2 - 1973 عرض الوفد العراقي أمام مجلس وزراء الخارجيه والدفاع العربي - مشروع ظرب مصالح أمريكا بتأميم شركات نفطها في الدول العربيه كافه وأيقاف تصدير النفط الى الدول الغربيه في حالة وقوف تلك الدول الى جانب أسرائيل ( استخدام النفط سلاح في المعركه ) . لم يلقى المشروع في حينه اذانا صاغيه ( لكن عند اندلاع الحرب في رمضان 1973 كان العراق قد أمم حصص شركات النفط ( الامريكيتين ) أستاندرد أويل كوربريشن وشركة أكسون موبايل عندها أبدت دول الخليج اهتماما بالمبادره العراقيه وقطعت تصدير النفط الى الغرب .
7. في هذا الوقت كانت مصر وسوريا في مرحلة الاعداد للحرب بشكل سري وكتمان شديد ( بعد تعايش العرب في فترة النكسه في حزيران 1967 لغاية تشرين 1973 كرد اعتبار ) . مستبعدين العراق عن التحطيط والتحضيرات والاستعدادات التي لها بدايه وليس لها نهايه . وبذلك حرم العراق من الاستحضارات ونقل القطعات والخطط والشروع والتموين والتكديس والمناوره بالموارد وسد النقص والتعويض من واجبات عسكريه لها بدايه وليس لها نهايه ( معتبرين العراق ليس دولة مواجهه الى ان عرف العراق بذلك عند بداية خط الشروع وقد بادر العراق بتقديم كافة موارده في خدمة المعركه القوميه )

الحلقه الثانيه
..........
الخطه المعده من قبل مصر وسوريا تتلخص بما يلي :-
1. تشرع القطعات المصريه بأجتياز القناة ( خط بارليف ) بقوة هجوم ( جحفل معركه تنظيم شرقي ) تم تتوقف على الضفه الشرقيه للقناة لكي تفرض على العدو حرب أستنزاف متحركه . قام احد ضباط سلاح االمهندسين المصري باختراع ( مدفع الماء ) وقد استخدمته القطعات المصريه وجسرت الجسور الميدانيه وعبرت القناة . وقد خطة المشير اركان حرب ( أحمد أسماعيل علي ) رائعه جدا وهي قطع من انجازات واجبات الاركان التي ساعد في تنفيذها الفريق اركان حرب ( الجمسي ) مدير الحركات العسكريه . لكن الخلل جاء بعد ذلك في الثغره بين الجيش الثاني والجيش الثالث المصري ( فيلق ) استثمرته القياده الاسرائيليه بحركه فوريه تمكنت من عزل الفيلق الثالث المصري وتطويقه وعزله في الجهه الافريقيه وتدميره بعملية الغزال أو بما تسمى ثغرة الدفروسوار .
( المشير احمد اسماعيل علي ) كمخطط عسكري يعي جيدا أن أسرائيل قد غادرت الهجمات الجبهويه منذ حرب حزيران 1967 واكتفت بعزل القطعات والالتفاف ومحاولة فرض الطوق . والمشير اسماعيل يدرك جيدا أنه مسرح العمليات والتعبئه في هذه الحاله تتطلب معالجه أن تقوم القطعات العربيه بعدة هجمات متفرقه ومتباعده على خطوط مواصلات العدو لعزل القطعات وقطع الامداد والتموين ولكون اسرائيل تخوض حروبا سريعه ولديها عجز في الموارد الاقتصاديه والبشريه ( في الحروب الطويله ) لذلك تتطلب التعبئه خطط بديله فوريه ميدانيه اخرى .
2 . تشرع القطعات السوريه بالهجوم على هضبة الجولان التي احتلتها القطعات الاسرائيليه خلال حرب 1967 وقد أنشاأت القطعات الاسرائيليه والسوريه خط فاصل محصن ومعزز بحقول الغام وربايا .... الخ يسمى ( الخط الارجواني ) . ثم تقوم القطعات السوريه بتدمير القطعات الاسرائيليه على نهر الاردن ( نهر اليرموك ) وبحيرة طبريا والاستيلاء على احد الجسور الخمسه المنشأه على النهر لقطع الامداد والتموين للعدو وخصوصا جسر بنات يعقوب .

الحلقه الثالثه
...........
الجيش العراقي في تشرين أول من كل عام يكون بفترة التدريب الاجمالي بعد انتهى من التدريب الفردي وفق نشرة التدريب ( القسم الثاني - الدورات ) وعلى ارض الواقع العراقي في تلك الفتره ( تشرين 1973 ) فأن الجيش العراقي يتحتم عليه واقعين ميدانيين وهما :-
1. مسك قاطع دفاعي قرب الحدود الايرانيه بجزء من طبيعة الارض الممتده لمسافة 1200 كم .
2. أنشغال قطعات الجيش في حركات الشمال وطبيعة الارض الجبليه .
ولكون القياده العراقيه قد شرعت بتطبيق خطة نقل 11 لواء الى الجبهه السوريه للمشاركه في الحرب وقد صدرت الاوامر الانذاريه للتهيوء للحركه الفوريه فقد أجتمع مجلس قيادة الثوره يوم 7 تشرين اول 1973 وصدر عنه البيان التالي بخصوص تحسين العلاقات مع الجاره ايران للتفرغ للمعركه القوميه الرابعه وجاء في البيان ( أستنادا الى النظره القوميه المبدأيه وانطلاقا من روح العلاقات التاريخيه بين الشعب العراقي والشعب الايراني والروابط الاسلاميه الوشيجه قرر مجلس قيادة الثوره مايلي ) :-
1. أعادة العلاقات مع حكومة ايران تعبيرا عن حسن النيه والرغبه في التوصل الى حل سريع للمشاكل بين البلدين .
2. دعوة الحكومه الايرانيه للتفاوض مع الحكومه العراقيه بما يضمن مصالح البلدين الاسلاميين الجارين وتعزيز حسن الجوار .
3. أن الحكومه العراقيه على استعداد لارسال وفد الى طهران واستقبال وفد من طهران في بغداد للتفاوض بالخلافات .

الحلقه الرابعه
............
1. يوم 6 تشرين الاول - اكتوبر 1973 بعد ساعات من اندلاع الحرب عقد في بغداد أجتماع مشترك للقيادتين القوميه والقطريه لحزب البعث العربي الاشتراكي ومجلس قيادة الثوره خرج المؤتمر بقرار ( المشاركه بالحرب ) .
2. يوم 6 و7 تشرين اول 1973 أجتمعت اللجنه العليا للجبهه الوطنيه والقوميه التقدميه في بغداد وقد خرجت بقرار تأييد قرار القيادتين القوميه والقطريه لحزب البعث ومجلس قيادة الثوره .
3. أتصل الرئيس الراحل احمد حسن البكر بكل من الرئيسين المصري أنور السادات والسوري حافظ الاسد . وأبلغهما قرار العراق بالمشاركه بالحرب ( أعرب الرئيسان المصري والسوري عن أرتياحهما للقرار وشكرهما للعراق على ذلك )
4. ليلة 6-7 تشرين أول 1973 أستدعى وزير الخارجيه العراقي كل من القائمين بالاعمال المصري والسوري وأبلغهما قرار مشاركة العراق بالحرب وطلب منهما أطلاع العراق على تقدير الموقف والتطورات المحتمله .
5. يوم 7 تشرين اول 1973 أبلغت الحكومه العراقيه سفيرها العراقي في سوريا بتبليغ الحكومه السوريه بوضع كافة موارد العراق العسكريه ( البريه والجويه ) في خدمة المعركه المصيريه .
6. صباح نفس اليوم 7 تشرين اول 1973 قابل السفير العراقي في دمشق رئيس الجمهوريه السوري حافظ الاسد وأبلغه عن أجراءات العراق وتأمين تنقل القطعات من العراق الى سوريا عن طريق الطريق البري - بغداد - الرمادي - الرطبه - قاعدة الوليد الجويه - مثابة للتجمع والحركه - أبو شامات - دمشق - الجولان السوري . هذا وقد خصص العراق من موارده القتاليه البريه 11 لواء ( = 4 فيالق ناقص ) للمعركه على الجبهه السوريه .
7. مساء نفس اليوم 7 منه قابل السفير العراقي الرئيس السوري وأبلغه عن تعبئة كافة الطاقات الراقيه من أجل النصر ( أعرب الرئيس السوري ونائبه عن شكرهما واعتزازهما بالقرار القومي العراقي العربي ) وقد طلب الرئيس السوري وصول القطعات العراقيه بأسرع مايمكن وبأكبر حجم ممكن وطلب موعد الحركه , وابلغ الرئيس السوري السفير العراقي بحاجة سوريا الى دبابات T54 & T55 تعزيز .
8 . لقد كانت ستراتيجيه العراق وفق خطه وقناعه حكومة بغداد بأن الحرب هي حرب تحرير لكافة الاراضي المغتصبه فيما كانت تنظر مصر وسوريا اليها على انها حرب تحريك . لان الجبهه لاسلم ولاحرب منذ هزيمة 5 حزيران 1967 . وقد اعتذرت الاردن لفتح جبهة قتال واكتفت بمشاركة قطعات على عكس حرب 1948 و1967 التي فتحت فيها الاردن جبهات قتال من اراضيها ويعود السبب الى ضغط الحكومه الامريكيه بذلك .

الحلقه الخامسه
.............
القوه القتاليه العراقيه على الجبهه المصريه
.....................................
في كانون ثاني 1973 عقد مجلس الدفاع العربي المشترك في القاهره ( للتوضيح عن هذا المجلس هو مجلس عسكري كان يشغل جناح مرتبط بجامعة الدول العربيه وكان هذا المجلس هو نواة لتشكيل قوات عربيه مشتركه . بعد ذلك تم تجميده ) . وقرر المجلس ارسال قطعات عربيه الى مصر .وقد خصص العراق جناح طيران ( الهوكر هنتر ) بقوة قتاليه تبلغ 20 طائره ( سربين ناقص ) مع معداتها القتاليه وطياريها واسلحتها وقد اقلعت من قاعدة الحبانيه يوم 6 نيسان - ابريل 1973 وهبطت في مطار ( قويسنا في الدلتا بين القاهره والاسكندريه محافظة المنوفيه ) مما اتاح للطيران العراقيين التعايش مع زملائهم الطيارين المصريين واتاح لهم الاستطلاع والطلعات الجويه ( التدريب ) ومعرفة طبيعة الخطط والاوامر وتنسيق سياقات العمل الثابته . وحال اندلاع الحرب وضعت القيادة المصريه أحد الاسراب بأمرة قيادة ( الجيش - الفيلق الثاني ) ووضعت السرب الاخر بأمرة ( الجيش - الفيلق الثالث ) وقد كلف الجناح بطلعات جويه وقصف مركز رادار ( الجدي ) وبطريات ( هوك دفاع جوي المعاديه ) في ( الطاسه ) ومرابض مدفعية ميدان العدو ( 175 ملم ) شرق القناة . وفي يوم 7 تشرين قصفت الطائرات العراقيه قواعد في ( الطاسه ) وقواعد صواريخ هوك ( شرق سماره ) . وفي يوم 8 منه قصفت الطائرات العراقيه مقر قيادة ( المحور الاوسط الاسرائيليه ) وكلفت تشكيلات جويه عراقيه أخرى بقصف أرتال الدبابات المعاديه المنسحبه من ساحة المعركه ( وقد تم اسقاط قسم من طائرات التشكيل عند عودته لكونه كان يطير بمستوى منخفض لتلافي الكشف الراداري ) . هذا وقد وضع العراق (1مليون جنيه استرليني ) في احد البنوك في لندن بأسم الحكومه المصريه لغرض أدامة زخم المعركه .

الحلقه السادسه
...........
دور القوه الجويه العراقيه في المعركه على الجبهه السوريه
....................................................
1. صباح يوم 7 تشرين اول 1973 أقلع سرب مقاتلات عراقي MiG-21 من قاعدة الوليد الجويه وهبط في مطاري ( سيكر والضمير ) السوريين وهو أول سرب عربي يشارك بالمعركه الى جانب الجيش السوري .
2. يوم 8 تشرين أول 1973 أقلع السرب القتالي الاخر MiG-21 من قاعدة الوليد الجويه والحق بالسرب السابق في سوريا وأشترك في واجبات القتال الجوي السوري . ومقاتلة طائرات الفانتوم والميراج الاسرائيليه . وقد أسندت الى المقاتلات الجويه العراقيه واجبات الكمائن الجويه .فقد كانت القياده السوريه ترسل الطائرات المقاتله العراقيه بسيطرة الرادارات الارضيه وتدفعها بطيران على ارتفاع متوسط الى عمق الاجواء الاسرائيليه . لكي تتم مطاردتها من قبل الطائرات الاسرائيليه عند عودتها الى الاجواء السوريه وكانت غرفة العمليات السوريه تصدر لها الاوامر بالابتعاد عن ساحة ووتأثير الصواريخ السوريه أرض - جو من طراز فولكا وبيجوا وعند ذلك تصبح الصواريخ حره الاطلاق وتقيد الطيران عند دخول الاهداف الاسرائيليه ( للكمين ) وبذلك يتم اطلاق الصواريخ أرض - جو على الاهداف الجويه المعاديه وأسقاطها . وقد كانت منظومة القياده والسيطره للدفاع الجوي السوري تنسق الواجبات الجويه بشكل رائع .
3. يوم 9 تشرين اول 1973 أقلع السرب ( الثامن ) MiG-17 من قاعدة الوليد الجويه وهبط في مطار المزه السوري ووضع تحت تصرف القياده السوريه . وأشترك السرب في كافة الواجبات القتاليه وقام 69 طلعه جويه . وقد خسر السرب طائره واحده خلال واجب قتالي ( هي طائره سوريه الحقت بالسرب العراقي وكان قائدها احد الطيارين العراقيين وعند سقوط الطائره هبط الطيار بالمظله وعاد الى وحدته )
4. يوم 8 تشرين الاول 1976 أقلع سرب المقاتلات العراقيه Su-7 من قاعدة الوليد الجويه وهبط على قسمين ( رف نزل في مطار بيلي ) اما ( الرف الاخر فنزل في مطار دمشق الدولي ووضع بأمرة القياده السوريه ونفذ طلعات قتاليه في ساحة المعركه .

الحلقه السابعه
............
لقد صدرت الاوامر يوم 6 تشرين أول 1973 الى القطعات الارضيه للتهيؤ للحركه الفوريه ووضعت بالانذار وتم المباشره بنقل اللواء المدرع 12 ناقص كتيبة دبابات القادسيه من تكريت الى الجولان . ثم اللواء الميكانيكي الثامن تحرك من الرمادي ثم اللواء المدرع السادس . ثم نقل اللواء المدرع الثلاثين واللواء المدرع 16 من الفرقه المدرعه السادسه . ثم اللواء المشاة 20 بعد تسليمه ناقلات اشخاص وتحويله الى لواء مشاة ميكانيكي نقل من العماره الى الجولان . ثم نقل لواء القوات الخاصه من شمال العراق بالطائرات الى الجولان السوري . ثم نقل اللواء الجبلي الخامس من شمال العراق بالقطار الى - طرطوس - اللاذقيه ثم الى الجولان ثم واصلت الالويه الاخرى الحركه والتنقل وكانت تنقص الجيش العراقي ناقلات الدبابات ( الفاونات ) وبذلك تحركت اغلب الدروع على السرف لتقطع مسافه اكثر من 1000 كم من العراق الى سوريا وعندما اتصل اللواء الركن اسماعيل تايه النعيمي ضابط الارتباط العراقي مع القياده السوريه بالرئيس احمد حسن البكر واخبره بان قطع الاليات والاسلحه المدرعه على السرفه لمسافات طويله سيعرض محركاتها للعطل , رد عليه الرئيس البكر ( أخوانكم السوريون بحاجه الى اي قطعة سلاح . يستمر التنقل على السرفه حتى لو اضطررنا الى تبديل محركات الدروع ) وقد خصص العراق 1 مليون لتر زيت الغاز وبنزين الطائرات الى القياده السوريه لادامة زخم المعركه نقل الوقود بعجلات حوضيه كويتيه من العراق الى سوريا . قال اللواء الركن اسماعيل تايه النعيمي الى الرئيس السوري حافظ الاسد ( جئتك بجيش اوله في الشام ونهايته في بغداد ) .

الحلقه الثامنه
...........
تحليل معركة تشرين - اكتوبر 1973
...................................
في تقدير الموقف مع العدو علينا تحديد نقاط القوه والضعف ( Advantages and Diadvantages )
1. نقاط قوة العدو الاسرائيلي هي :-
أ . تفوقه أو سيادته الجويه ( Air Superiarity)
ب. المهارات التكنلوجيه العاليه .
ج . التدريب العالي والمفصل .
د . سرعة تعويض وسد نقص كلما يحتاجه من الولايات المتحده .
نقاط الضعف
.........
1. خطوط مواصلات طويله ومتعدده يستحيل الدفاع عنها او حمايتها .
2. نقص كبير في الموارد البشريه لايسمح بتقبل خسائر بشريه كبيره .
3. وضع اقتصادي لايتحمل عبىء حرب طويله .
4 . لذلك فهو عدو مصاب بداء العجرفه والغرور الطاغي ( The Evils of Wanton conceit ) .
ولاستغلال نقاط ضعف العدو فلا بد من جر القوات الاسرائيليه الى هجمات متعدده مقابله Counter Attacks وفي اماكن عديده ومتباعده Insight Team . لتشتيت جهد العدو وتضليله عن محور الهجوم الرئيسي أي بمعنى اخر خوض عدة حروب عربيه على عدة جبهات معا وبتنسيق عالي وهذا يتعذر على الجيوش العربيه . وقد نجحت اسائيل في مناقلة جهدها مابين الجبهات العربيه ( المناوره على الخطوط الداخله ).
( ربنا لاتؤاخذنا أن نسينا أو أخطانا . ربنا ولاتحمل علينا أصرا كما حملته على الذين من قبلنا . ربنا ولاتحملنا ما لاطاقة لنا به وأعف عنا وأغفر لنا وأرحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين )

الغايه العربيه من حرب ١٩٧٣ إختافت بين النوايا السوريه والمصريه.
فعندما إجتمع الرئيسان الراحلان حافظ الأسد وأنوار السادات في دمشق للتخطيط للحرب إتفقا على الهجوم لتحير كامل أراضي الجولان وسيناء .

ولكن الغاية المصرية الباطنه كانت غير ذلك فقد كانت الغاية هي عبور القطعات المصرية الى الضفة الشرقية من سيناء وبعمق لا يتعدى ١٢ كم فقط لغرض تأمين المظلة الجوية للقطعات المصرية ضد الطائرات الإسرائيلية .

والغرض المصري من ذلك الهجوم هو لجر إسرائيل على الدخول بمفاوضات مع مصر من أجل تقديم تنازلات مصريه لأسرائيل تتلخص بما يلي:

١_ الأعتراف الكامل بالدولة الإسرائيلية مصريا وفتح السفارات والعلاقات كافة بين الدولتين.

٢_ إنسحاب إسرائيل من سيناء وجعلها منطقة منزوعة السلاح الا من حرس الحدود المصري.

٣_ ضمان الحق الكامل للملاحة الإسرائيلية في قناة السويس.

أما القيادة السورية فلم يكن لها علم بنوايا القيادة المصري.

ومن الأخطاء الشنيعة للقيادتين السورية والمصرية هي عدم إنشاء غرفة عمليات مشتركه لكلا الجيشين وبحيث إقتصر الأمر بالرسائل اللاسلكية المخترقة والمشوش عليها إسرائيليا !

وعند إتمام الجيش المصري تقدمه مسافة ١٢ كم توقف عند ذلك وبقي الجيش السوري يتقدم لتحرير كامل الجولان ظنا من قيادته بأن الإتفاق ساري مع القيادة المصرية بالإستمرار بالتقدم لتحرير كامل أرض سناء!

ومن بعد مطالبة حافظ الأسد لأنور السادات بتنفيذ ما تم الإتفاق عليه وأن الضغط الإسرائيلي بريا وجويا أصبح على الجيش السوري فقط !

وهنا تدخل السادات بخطة الحرب التي أعدها رئيس هيئة الأركان الشاذلي والتي لم يعد ضمنها اي تخطيط او إعداد لتطوير الهجوم .

وحدثت الفجوه أو الثغره بين الجيشين الثاني والثالث وتم محاصرة الجيش الثالث بالكامل.

وكذلك إنهار الجيش السوري بالكامل وتمت مطاردته إسرائيايا الى عمق الأراضي السورية لو لا الطلب السوري السريع بطلب الدعم العراقي الفوري للدفاع عن العاصمة دمشق ضد السقوط!

ومن شهادات الضباط العراقيين المشتركين بصد الهجوم الإسرائيلي على سوريا ومنهم شاكر سليم الإمامي ونزار الخزرجي ورعد الحمداني وغيرهم وهي شهادات مخزيه ومبكيه ومحزنه بنفس الوقت بحق من يسمونهم أبطال ٦ أكتوبر !

حيث ذكر الشهود أعلاه بأن ذلك الجيش كان منكسرا ومستسلما تماما وغير متحمس إطلاقا للقتال والمجابهة !

وقد ذكر الشهود في مذكراتهم بأن الجيش المنسحب وهو في طريقه بينما كان الجيش العراقي يتقدم كانوا يشجعون الجيش العراقي على التقدم دون حياء أو خجل !

وبكلمات توسل وإطراء مثل:

الله ينصركم/ الله يستر على حريماتكم/ والله أنتم رجال ولد رجال/ للأمام للأمام يا أبطال ،!

وحتى رأى الشهود بأعينهم الدبابات السورية T-55 الحدثة حينها وهي متروكة تماما على الطرقات وبأماكن بعيدة عن خطوط المواجهة !

ومن أخطاء القيادة العراقية بأنها وضعت القوات العراقية تحت أمرة القيادة السوريه !

وذكر القادة العراقيين بان القيادة السورية لم تكلف نفسها حتى بتخصيص ادلاء للقوات العراقية وبحيث ان القطعات لا تعرف الطرق ولا مواقع العدو ولا حتى المواقع السورية !

وكذلك لاحظ الضباط العراقيين عدم الانظباط من قبل ذلك الجيش وعدم تنفيذ الأومر من الآمرين ولا أي إحترامات تذكر !

وذلك ماسبب دخول القوات العراقية بمعارك بعضها خاسرة بسبب تخبط القيادة السورية وعدم التنسيق بينها وبين القوات العراقية.

تقييم للدكتور وياريت لو ان تعرض بعض تلك الشهادات.