لإيران ثقل عسكري كبير جدا + أطماعا وأحقادا وتطرفا ضد دول الخليج لا يختلف عليه إثنان.
ودول الخليج بقواتها المسلحة الحالية ماتزال غير مهيئة بشكل جدي وعملي للدفاع الذاتي عن أمن وسيادة الخليج ضد أي تعرض أو إعتداء إيراني !
وبدليل توجه الأنظار الخليجية نحو أمريكا عند أي تأزم للموقف بينها وبين إيران وإرسال الإسطول السادس البحري الأمريكي دائما الى مياه الخليج العربي لصد أي عمل حربي إيراني ضد أيا من من دول الخليج.
من المعلوم للجميع بأن جيوش دول العالم تنقسم الى قسمين :
١- جيوش كفؤة وقادرة على ما يناط لها من أوامرا مهما كانت وبدافع الإقتناع بالمهنة العسكرية كإختيار نفسي ومعنوي وتقبلا للمخاطرة والموت في سبيل البلاد.
٢- جيوشا تطوعت من أجل لقمة العيش فقط ومن أجل الرفاهية والبذخ والراحة وبشكل يجعل الشك كبيرا جدا بأن هذه الجيوش غير مستعدة للقتال الشرس والمضني والمميت كجيوشا محترفة وقوية وثابتة.
تجربة عام ١٩٩٠ إثناء التهديدات العراقية على الحدود العراقية - الكويتية وتحرك قوات درع الجزيرة الخليجية الى معسكر منطقة حفر الباطن السعودية بالقرب من الحدود السعودية - الكويتية بمسافة لا تزيد عن ٣٥ كم وتصريحات قادة تلك القوات عن جاهزيتهم الكاملة لرد ودحر أي عدوان عراقي على الكويت عند حصوله ...مازالت عالقة بالأذهان !
فطوال أيام عملية الغزو العراقي لم تتحرك تلك القوات التي لا تبعد بأكثر من نصف ساعة عن الأراضي الكويتية وحتى ولو بمترواحد!
ثم ما رأيناه من بعد ذلك من الأمور التي شاهدناها في المعسكرات الكويتية من الأمور التي لا يصدقها عقل من أساليب الترفيه والراحة والرخاء وبحيث لم تدع لنا أي شك بأن الجماعة في الخليج لم يعرفوا الى حد الآن ما هو مفهوم العسكرية !
فالعسكرية تعني الإلتزام والضبط والتدريب المتواصل والتعب والجهود المضنية من أجل الكفاءة التامة والإستعداد القتالي الفعلي والجاهزية القصوى من أجل الدفاع عن أراضي البلاد بشكل أكيد ومضمون...
وليس عن طريق إقامة معسكرات سياحية وكأنما العسكري فيها يعيش أجواء جزر الهاواي !!!
فمثلا ما شاهدته بنفسي في المعسكر الكويتي للواء المدرع/٣٥ القريب من مدينة الجهراء وتحديدا في واحة الغانم قد ترك عقدة نفسية حقيقية لدى .
وخاصة من بعد مقارنتها بمعسكرات الجيش الأمريكي من بعد حرب عام ٢٠٠٣ .
فذلك المعسكر الكويتي على سبيل المثال كان يحتوي على ما أذكر:
١- موقف السيارات الشخصية لمنتسبي اللواء وكلها من موديل السنة نفسها ١٩٩٠ ومن الأنواع الفارهة /مرسيدس/ بي أم دبليو/ كابريس/ لكزس/بورش وغيرها ولنقل أن ذلك عادي جدا وليس سببا من أسباب الهرب وعدم القتال للدفاع عن البلاد .
٢- مهجع الضباط/ إستراحة الضباط/ مطعم الضباط/سينما الضباط/بهو الضباط /المسبح/ قاعة الإحتفالات ووووما لا أتذكره الآن ومن دون وجود ميادين الرمي والتدريب والمحاظرات والتدريسية والتعليمية.
٣- وجود غرف مكاتب شخصية لكل ضابط وضابط صف حتى ومن نوعية فخمة ولا تحتوي على أية مخاطبات أو مكاتبات حول مناهج التديب والتعليم أو تنظيم دورات تدريبية لتهيئة وإعداد منتسبي الجيش !
٤- تم العثور في درج مكتب آمر اللواء على طلبات لمنتسبي اللواء بالموافقة لهم بإجازات طويلة الأمد ( إثناء فترة التهديد العراقي بالغزو) تتراوح الى ثلاثة أشهر لغرض السياحة في أوروبا ...وكانت الطلبات تحمل موافقة آمر اللواء على ذلك !!!
٤- كنا نستمع من داخل الكويت على راديو إذاعة الكويت الذي كان يبث من داخل المملكة العربية السعودية وحدث إجراء لقاءا مع أحد القادة العسكريين الكويتيين الهاربين الى السعودية وإذا به يعلق بما يزال مخزونا بذاكرتي ما حييت لفضاعته :
( أنا ودي أقول لسمو الأمير بأني ما هربت لما صار الغزو وإنما رحت أخذت عائلتي للسعودية حفاظا عليهم من العراقيين ولكن لما رجعت للكويت حتى أقاتل الغزو لقيت العراقيين مكملين الغزو وواصلين للحدود السعوديه)
ولما سأل المذيع ذلك القائد العسكري الكويتي في آخر اللقاء عن ما يطلبه أخيرا أجابه القائد:
( ودي أسلم على زوجتي وبناتي وأولادي بالكويت وأوعد سمو الأمير بأني راجع لتحرير الكويت وبنفسي وحتى لو بمسدس)
بصراحة شديدة أنا لم أضحك على ما وصل أليه حال تلك الدولة الخليجية الشقيقة وحالها بالتأكيد لا يختلف عن باقي شقيقاتها من باقي دول الخليج...
ولكن ذلك أحزنني جدا جدا وما زلت أعاني من تلك العقدة النفسية !
لماذا الضحك على النفس؟
لماذا الإستخفاف بمشاعر الشعب وأمواله وأمنه؟
هل هكذا الحال نفسه مع الجيش الإسرائيلي والإيراني وباقي جيوش العالم ؟
أم هذه الحالة في دول الخليج فقط؟
لماذا لم يتحرك درع الجزيرة ولو بمحاولة قتال بسيط حتى؟
لماذا هرب الجيش الكويتي الذي كان مرابطا أمام القوات العراقية عند الغزو ؟
ألم يفكر الجيش الكويتي بتراب وطنه وأرواح شعبه وكرامته وأشياءا أخرى قبل الهرب؟
هل هروب الجيش الكويتي من حرب عام ١٩٧٣ وحرب عام ١٩٩٠ له أسبابا نعلمها ولا نريد البوح بها؟
هل تغير الموقف الخليجي لبناء الجيش أم أن الحال نفسه كما في عام ١٩٩٠ ؟
أخواني رئيس ومشرفو المنتدى:
ليس قصدي الإنتقاص من دولة ما أو جيشا ما ...
ولكن قصدي كما هو واضح أعلاه بأن الرفاهية والرخاء تخرب الجيوش وتقضي عليها إذا ما زادت عن حدها كما هو معروف عالميا.
شكرا جزيلا وآسف جدا على الإطالة.