إلقاء القبض على صلاح عبد السلام ببروكسل
تمكنت الشرطة البلجيكية الجمعة من إلقاء القبض على الفرنسي صلاح عبد السلام المشتبه به الرئيسي في اعتداءات باريس الأخيرة التي قتل فيها 130 شخصا في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، خلال عملية مداهمة نفذتها قوات مكافحة الإرهاب ظهر الجمعة في حي مونلبيك الفقير قرب العاصمة بروكسل، الذي ينحدر منه وكان يعيش فيه العديد من الجهاديين الذين التحقوا بصفوف تنظيم "الدولة الإسلامية".
وأفادت مصادر أمنية بلجيكية في وقت سابق من نهار الجمعة أنه تم العثور على بصمات صلاح عبد السلام في الشقة التي داهمتها وحدات مكافحة الإرهاب البلجيكية الثلاثاء الماضي، في عملية أمنية نفذتها بالاشتراك مع نظيرتها الفرنسية بحي فورست جنوب بروكسل والتي قتل فيها مهاجر جزائري في الخامسة والثلاثين من عمره كان يقيم بطريقة غير شرعية في بروكسل، وعثر إلى جانب جثته على "كلاشنيكوف"، وعلى كتاب عن الفكر السلفي وراية لتنظيم "الدولة الاسلامية"، ويرجح أنه لعب دورا مهما في التحضير لاعتداءات باريس.
وتسارعت الأمور والتحقيقات ببروكسل منذ يوم الثلاثاء حيث دعا رئيس الوزراء شارل ميشال الأربعاء المواطنين البلجيكيين إلى "التزام الهدوء"، مؤكدا إبقاء درجة الإنذار لمكافحة الإرهاب في البلاد عند الدرجة الثالثة (من أصل أربع درجات).
وعلق وزير الهجرة البلجيكي تيو فرانكين على خبر إلقاء القبض على عبد السلام عبر تغريدة على حسابه على تويتر كتب فيها "أمسكنا به" وهذا بعد دقائق فقط من إعلان الشرطة الفرنسية اعتقال عبد السلام، الذي قالت إنه أصيب في ساقه.
وأضاف الوزير أنه تم اعتقال شخص آخر كان معه، دون أن يكشف عن هويته.
وصلاح عبد السلام البالغ من العمر 26 عاما هو فرنسي من أصل مغربي من أصحاب السوابق وكان يعيش في حي مولنبيك الفقير. واعتنق الفكر المتطرف ويعتقد أنه قام على الأقل بدور لوجستي مهم خلال اعتداءات باريس وقام أقرباء له بتهريبه من فرنسا لكنه اختفى منذ هربه من العاصمة الفرنسية بمساعدة أصدقاء له غداة الاعتداءات.
وكان آخر أثر له في شاربيك، ضاحية أخرى لبروكسل، في 14 تشرين الثاني/نوفمبر، حيث أمضى ثلاثة أسابيع في مخبأ في شاربيك حيث تم العثور على بصمة الحمض النووي الخاصة به.
وقد ظهر اسمه بسرعة في إطار التحقيقات في هجمات باريس، حيث استأجر سيارتي رينو و"فولكسفاغن بولو" اللتين استخدمتهما المجموعة التي هاجمت مسرح باتاكلان، كما استخدمت كذلك بطاقته المصرفية لتسديد فواتير غرفتين في نزل لتأجير الشقق في "آلفورفيل" بالقرب من باريس حيث أقام المهاجمون قبل الاعتداءات.
وإلى جانب دوره هذا في المساعدة اللوجستية، يعتقد المحققون أولا أنه قد يكون من أفراد المجموعة المسلحة التي أطلقت النار من سيارة "سيات" السوداء على زبائن في مطعم في وسط باريس. وقد شارك شقيقه إبراهيم عبد السلام (31 عاما) في هذه الهجمات قبل أن يفجر نفسه في مطعم.
والأمر المؤكد الوحيد هو أن وثائق شخصية تحمل اسمه قدمت إلى الدرك الفرنسي غداة الاعتداءات، خلال عملية صباحية "عادية" للتدقيق في الهويات في كامبري على طريق بلجيكا. لكن لم يعرف الدركيون أنه ملاحق إلا في وقت لاحق وبعد فوات الأوان.
وفي حي مولنبيك حيث يوصف صلاح عبد السلام بأنه كان حسن المظهر، لم يوح يوما بأنه إسلامي متطرف يميل إلى الجهاد، بل بالعكس إذ ذكر سكان الحي أن صلاح وشقيقه إبراهيم كانا "يشربان الخمر بكثرة ويدخنان لكنهما ليسا متشددين إطلاقا".