عسكري وسياسي سوداني تولى رئاسة السودان ل 16 سنة إلى أن أطيح به عبر ثورة شعبية، ليتولى بعده عام 1986 رئاسة الدولة في فتر انتقالية مجلس عسكري بقيادة عبد الرحمن سوار الذهب.
المولد والنشأة:
ولد جعفر محمد النميري في 1 يناير/كانون الثاني 1930، في ود نوباوي بأم درمان لأسرة من قبيلة الدناقلة نسبة لدنقلا شمال السودان.كان والده ساعي بريد لكن جده كان زعيما قبليا مهما
الدراسة والتكوين:
بعد إنهاء دراسته في مراحلها الأولى بالخرطوم حيث درس بمدرسه هانثورب الداخليه ذات المنهاج البريطاني والتي كان طلابها من علية القوم لكنه طرد منها مؤقتا عام 1948 بعد ان خرج بمظاهرات ضد الحكم البريطاني للسودان
التحق النميري بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1952. وبعدها التحق بثكنة الخرطوم
في عام 1966 تخرج النميري من كلية القاده الامريكيه في فورت ليفنورث / كنساس
الوظائف والمسؤوليات:
عمل النميري كضابط في الجيش السوداني بعد تخرجه من الكليه العسكريه
في مايو العام 1969 قام النميري مع اربع ضباط اخرين بالانقلاب العسكري على الحكومه المدنيه السودانيه برئاسه اسماعيل الازهري
واصبح النميري رئيسا لمجلس قياده الثوره ورئيسا لمجلس الوزراء
التجربة السياسية:
بدأ النميري عام 1969 وبعد الثوره على الازهري القيام بعده اجراءات لتقويه اقتصاد السودان ولجا الى الاساليب الاشتراكيه من تأميم للبنوك والصناعات واصلاحات في الاراضي الزراعيه " تأثرا بالافكار الناصريه "
في العام 1970 اصدر النميري اوامره بقصف " جزيره أبا " مما ادى الى مقتل العديد من انصار حزب الامه السوداني المعارض له
في اواخر العام 1971 انتخب لنميري رئيسا للسودان باغلبيه 98.6%
وبعد انتخابه رئيسا حل النميري مجلس قيادة الثوره واسس الاتحاد الاشتراكي السوداني والذي اصبح الحزب الوحيد قانونيا في السودان
في العام 1971 خرج من السلطه مؤقتا بسبب انقلاب شيوعي , ونجا باعجوبه بان استطاع الهروب من مكان احتجازه ومن ثم فشل الانقلاب عليه
في العام 1972 وقع اتفاقية اديس ابابا والتي اعطت الحكم الذاتي لجنوب السودان وانهى بذلك الحرب الاهليه السودانيه الاولى ونعم السودان بعدها ب 11 سنه من السلام
في العام 1973 اصدر دستورا جديدا للسودان يقرر بان السودان دوله اشتراكيه ديمقراطيه , ويعطي الدستور الجديد صلاحيات كبيره لمكتب رئيس الجمهوريه
في منتصف السبعينيات اصدر عده مبادرات لتحسين واقع الصناعه والزراعه في السودان كما دعا الشركات الاجنبيه للتنقيب عن النفط " حيث اكتشفت شركة شيفرون الامريكيه عن مخزونات للنفط في السودان عام 1979 "
كما قام النميري بانتهاج سياسه مقاربه للدول الغربيه " مثلا عادت كثير من البنوك الخاصه للعمل في السودان "
كما قام بعقد الكثير من اتفاقيات التعاون مع العديد من الدول " هولندا , سويسرا , مصر , فرنسا "
في يوليو 1978 انتخب النميري ليكون رئيسا لمنظمة الوحده الافريقيه " لمدة عام واحد "
في العام 1977 قام النميري بمصالحه وطنيه مع صادق المهدي الذي دخل هو وحزبه تحت مظلة الاتحاد الاشتراكي السوداني , كما صالح النميري حسن الترابي " الاسلامي المعروف " وتسلم الترابي منصب وزير العدل والنائب العام في السودان في العام 1979
لكن هذه المصالحه الوطنيه سرعان ماانتهت لاحقا بسبب خلافات النميري مع المعارضه كما عارضتها معارضة جنوب السودان
في العام 1979 كان النميري والسودان احد دولتين عربيتين حافضتا على علاقتهما مع انور السادات بعد اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر واسرائيل كما حضر النميري جنازه السادات عام 1981
في العام 1981 وتحت ضغوط الاسلاميين انتهج النميري منهجا اسلاميا في الحكم
وفي العام 1983 قرر فرض الشريعه الاسلاميه في جميع ربوع السودان وقام بتقسيم ولاية الجنوب الى ثلاث ولايات " مما عد الغاءا لاتفاق اديس ابابا " حيث قام النميري بتقسيم الجنوب الذي كان ولاية واحدة إلى ثلاث ولايات: أعالي النيل وبحر الغزال والاستوائية، تلبية لرغبة بعض الجنوبيين خاصة جوزيف لاغو الذي كان يخشى من سيطرة قبيلة الدينكا على مقاليد الأمور في الجنوب، وكان أبيل ألير نائب الرئيس النميري من قبيلة الدينكا، وكان مسيطرا على جميع أمور الجنوب.وهذا الامر ادى الى نفور اهل جنوب السودان المسيحيين
وفي منتصف عام 1983 اتهمت حكومة الرئيس النميري الرائد كاربينو كوانين قائد الكتيبة 105 في منطقة بور جنوب السودان باختلاس أموال، وحاولت التحقيق معه فأعلن تمرده، فشنت القوات الحكومية هجوما على الكتيبة لإخضاعها، مما أدى إلى هروبها إلى الأدغال الاستوائية لتصبح في ما بعد نواة الجيش الشعبي.
كلفت حكومة الخرطوم العقيد جون قرنق بتأديب تلك الكتيبة وقائدها، إلا أنه أعلن انضمامه إلى المتمردين مؤسسا الحركة الشعبية لتحرير السودان وجناحها العسكري الجيش الشعبي.
وبهذا اندلعت نيران الحرب الاهليه السودانيه الثانيه
في العام 1984 اعطى النميري صلاحيات خاصه للجيش وفرض حالة الطوارئ في البلاد
وفي العام 1985 امر النميري باعدام الناشط السياسي محمود محمد طه والذي كان يعارض تطبيق الشريعه الاسلاميه في السودان
في 6 ابريل 1985 واثناء زيارة النميري للولايات المتحده لطلب الدعم الاقتصادي قام الجنرال عبد الرحمن سوار الذهب بالانقلاب على حكم النميري
عاش النميري في المنفى بمصر للفتره من عام 1985-1999
في عام 1999 عاد النميري للسودان واستقبل استقبالا حاشدا اثار دهشه منتقديه
وبعد عودة النميري الى السودان دخل كمرشح للرئاسه السودانيه ضد الرئيس الحالي " عمر البشير " ولكنه حصل على 9.6 % فقط
في العام 2005 وقع حزب النميري " تحالف قوى الشعب العامله " اتفاقا للاندماج مع الحزب الحاكم " المؤتمر الوطني "
الوفاة:
توفي جعفر محمد النميري في 30 مايو/أيار 2009 بعد معاناة طويلة مع المرض، وأقيمت له جنازة رسمية ودفن في أم درمان
وحضر الالاف جنازته وحضر حتى معارضوه السياسيين