لقد كان الإنتاج الحصري أو المشترك للمنتجات والمعدات العسكرية موجوداً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولا يزال قائماً، منذ عقود من الزمن وحتى اليوم. فمصر على سبيل المثال لديها المرافق والمنشآت لكي تقوم ببناء وتأهيل وتعديل الدبابات الأميركية من طراز M1A1 بالإضافة إلى العديد من منصات الأسلحة الأخرى.
هذا وتمضي دول المنطقة قدماً، فتتعدى مدى الاتفاقيات القديمة الموروثة التي تم عقدها مع بعض كبار منتجي المعدات الأصلية في مجالي الجوفضاء والدفاع العالميين. اذ تقوم هذه البلدان بتنويع محفظة عتادها ومعداتها الدفاعية عبر القيام بعمليات مشاركة مع صانعي المنتجات الأصلية الأصغر حجماً، بالإضافة إلى مشاركة جهات ثانية وثالثة أخرى لإنتاج منظومة واسعة من المنتجات وللحصول على المزيد من الخدمات. فبالإضافة إلى تطوير الطرازات الحالية الموجودة، هنالك مرافق وأساليب تصنيع يتم تحديثها لكي تكون أكثر تنافسية، في هذه الحقبة من الزمن التي تزداد فيها الميزانيات الدفاعية تقشفاً في العديد من بلدان العالم.
ففي القطاع البحري تقوم شركة سويفتشيبس Swiftships الأميركية بترسيخ وتثبيت موطئ قدمها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد حصولها على حق بناء منشأة لإصلاح السفن، من قبل سلاح البحرية الأميركي، لدعم البحرية العراقية في أم قصر. ويشير " شهراز شاه" المدير العام التنفيذي لشركة سويفتشيبس، إلى أن هذه البادرة سوف تسمح للشركة بالتوسع في هذه السوق بالاعتماد على طاقمها التقني. ويضيف أنها تعمل حالياً على وضع الصيغة النهائية لعقود توسيع مرافقها ومنشآتها في كلٍ من ليبيا ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وبخلاف توسيع تواجدها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قامت شركة سويفتشيبس أيضاً في العام الماضي 2014 بالتركيز على تحسين ودعم فترة استخدام السفن والمعدات المتواجدة على متنها. وبالفعل فقد قام فريق المتابعة والدعم التقني لهذه الشركة (FOTS) بالتعاون مع شركاء في هذا المجال الصناعي، على غرار شركات MTU وكاريير Carrier وكاتربيلار CAT وجون دير John Deere و MSI، ومع العديد من الشركات الأخرى، لتوفير الدعم المعتمد بطريقة"تسليم المفتاح" وفقاً لمعايير البحرية الأميركية لضمانة الدورة الحياتية للسفن المعترف بها عالمياً.
وشدد "شاه" على أن الدعم الذي توفره شركة سويفتشيبس بموجب معايير البحرية الأميركية (PMS326)، يسمح للزبون الأجنبي للبحرية بالاستفادة من "دولارات المبيعات العسكرية لدولة أجنبية" بالشكل الصحيح، بالإضافة إلى حصوله على زيادة في الجهوزية للقيام بالمهام العسكرية، وبالتالي تصبح عمليات "الصيانة الوقائية" حقيقة واقعة فعلياً.
ففي شهر كانون الأول/ ديسمبر الفائت، قام "شهراز شاه " بشرح موقف شركته مشددا على أن عمليات "بناء السفن في شركة سويفتشيبس، بالإضافة إلى الدعم المقدم من قبل فريق FOTS يجعلان منها الشركة الوحيدة التي تستطيع تقديم خدمات وحلول "تسليم المفتاح" في مجال بناء وإصلاح وصيانة السفن ونقل المعرفة (عبر الإنتاج المشترك لهذه السفن) في العالم. وأضاف:"نحن نسعى جاهدين للذهاب إلى أبعد الحدود لتلبية توقعات عملائنا، كما أننا على استعداد لمواجهة التحدي القادم سواء كان ذلك من قبل منتجات سويفتشبس أو بالمقارنة مع منتجات أية شركة أخرى".
وإلى درجة أدنى من مستوى مصنعي المعدات الأصلية الرئيسيين، وفي قطاع الحروب البرية، تعمل هيئة التسليح المصرية – مديرية الأسلحة والذخائر بشكل وثيق مع الحكومة الأميركية وشركة ATK العالمية لإنجاز العقود الرئيسية لصناعة الذخائر المعدة للتدريب من عيار 120 ملم، أي طرازي (M865 و M831A1) العائدة لدبابات Abrams M1 التابعة للجيش المصري.
من ناحية أخرى، وبشكل يتعدى العقد الموقع في هذا الصدد الذي تم الإعلان عنه في العام 2002، فإن مصر أصبحت قادرة على تصنيع غالبية احتياجاتها من الذخائر المستعملة للتدريب ( عيار 120 ملم) داخل أراضيها وفي المنشآت العائدة لها والمنتجة محلياً من العاملين على خطوط الإنتاج، بحسب ما صرح به السيد جارود كرولّ، مدير الاتصالات في قسم الأنظمة في شركة ATK للأمن والدفاع العربي.
فقد كانت الاتفاقية الأصلية، الموقعة في العام 2002، تسمح بإنتاج 45 ألف قذيفة تدريب. وبما أن شركة ATK تقوم بتزويد مصر بمجموعة المعدات لتصنيع هذه القذائف، يقول كرولّ :"انها لن تكون بحاجة إلى أية مساعدة خارجية أو أية أمور أخرى على الإطلاق".وأهم من ذلك كله وللمساعدة في الإبقاء على ديناميكية مشروع الذخائر هذا وضمان عدم توقفه، تعمل شركة ATK كمستشار تقني للمشروع، كما وتعمل على توفير الموارد للهيئة المصنعة مما يسمح لها بتأمين أقصى قدر من الفعالية والكفاءة. يشار إلى أنّ شركة ATK تقوم أيضاً بتوفير الدعم التقني لهيئة التصنيع المصرية عندما تحتاج معدات التصنيع إلى إصلاح أو تحديث.مصدر