السلام عليكم
المقاله التاليه تتحدث عن القدرات الصاروخيه السعوديه وهي بتاريخ فبراير 2014
رابط المقاله مقدم من الاخ انظباطي
ذكر تقرير حديث نشرته مؤخرا مجلة نيوز ويك الامريكيه انه واستنادا لمصدر استخباراتي موثوق فان السعوديه واعتبارا من العام 2007 اشترت صواريخ ارض-ارض نوع CSS-5 او DF-21 من الصين
وهذه المعلومات هذه تم تأكيدها من مصدر مسؤول رفض الكشف عن نفسه والذي اضاف بأن الامريكان يعرفون بالصفقه السعوديه-الصينيه بل هم داخلون بها ايضا
وتثار التساؤلات الان حول دافع السعوديه لشراء الصواريخ والاثار المترتبه على الصفقه وتوقيت كشف اللثام عنها .
كان الرفض الامريكي لبيع صواريخ ارض-ارض الى السعوديه في عقد الثمانينات من القرن العشرين هو الدافع وراء توجه السعوديه لشراء صواريخ ارض-ارض نوع DF-3A " بحدود عشر منصات وعشرات الصواريخ " من الصين والتي تم تخصيصها لحمل رؤوس حربيه تقليديه فقط
هذه المنصات والصواريخ تم نشرها في اماكن عده في السعوديه وتحت اشراف فنيين من الصين
وشراء السعوديه لهذه الصواريخ من الصين ادى الى نشوب مشكله سياسيه حاده انذاك بين الرياض وواشنطن وخاصه ان هذه الصواريخ مخصصه بالاصل لحمل رؤوس حربيه نوويه
الازمه انتهت عندما قررت السعوديه الانضمام الى معاهدة حظر الانتشار النووي NPT
صواريخ DF-3A كان قد عفا عليها الزمن في الوقت الذي اشترتها السعوديه من الصين , وكان الامر مجرد مسالة وقت قبل ان يسعى السعوديون لاستبدال هذه الصواريخ القديمه بصواريخ احدث
واضف الى ذلك ان صواريخ DF-3A تستعمل وقودا سائلا وبالتالي تاخذ وقتا مرهقا لتحضيرها للاطلاق بالاضافه الى دقتها القليله
وقد راجت في السنوات الاخيره معلومات عن توسيع السعوديه لترسانتها الصاروخيه , فقد وردت معلومات في العام 2009 ان السعوديه بنت مواقع اضافيه يعتقد انها تخص الترسانه الصاروخيه السعوديه
وفي العام 2010 صدر كتاب لموظف سابق في ال CIA يقول فيه انه واعتبارا من العام 2003 وبمعرفة الامريكان , قامت السعوديه بشراء صواريخ ارض-ارض متطوره قادره على حمل رؤوس نوويه !
بالاضافه الى ذلك ففي عام 2010 راجت معلومات عن تحديث السعوديه لترسانتها الصاروخيه , حيث قيل انه تم بناء مراكز خارج مدينة الرياض تتبع للقوات الصاروخيه الاستراتيجيه السعوديه
وانذاك طفت تساؤلات على السطح تقول : هل السعوديه بحاجه الى المرافق الجديده اذا كانت تمتلك الصواريخ القديمه فقط ؟!
التقرير الاخير أكد التقارير السابقه والتي تقول ان السعوديه اشترت صواريخ جديده من الصين وبمعرفة الولايات المتحده , بل وقام افراد في ال CIA بفحص الصواريخ في السعوديه من اجل التأكد انها غير قادره على حمل رؤوس نوويه .
ولم يتم الكشف عن الامر من ذلك الوقت ربما يعود لرغبة الامريكان بعدم التسبب بالاحراج للاطراف المشتركه في الموضوع
وربما ادرك الامريكان انه لو لم يتدخلوا في الصفقه فربما يقوم السعوديين بعقدها من وراء ظهرهم كما فعلوا في السابق , لذلك فضلوا التدخل لفرض نوع من السيطره على الامر.
الصاروخ Dong Feng او DF-21 هو صاروخ بالستي ذي مرحلتين ويعمل بالوقود الصلب وهذا معناه ان وقت تحضير الصاروخ للاطلاق هو اقصر والصيانه اسهل , يبلغ مداه 1700 كم ويحمل وزناحربيا بزنة 600 كغم وهو ادق من الصاروخ DF-3A حيث تصل دقته CEP حوالي 300-400 متر من الهدف . والنسخ الاحدث من هذا الصاروخ مزوده بنظام توجيه في المرحله الاخيره من مسار الصاروخ تسمح له باصابة الاهداف النقطيه " وعلى الاغلب فأن النسخ الاحدث لم يتم تصديرها الى خارج الصين "
وهنالك احتمال ان السعوديين اشتروا صواريخ اخرى غير ال DF-21 مثل صواريخ DF-11 او DF-15 او اشتروا صواريخ من باكستان " مثل صواريخ شاهين "
والاهتمام السعودي بالصواريخ بعيدة المدى وصل الى صواريخ الكروز , فقد رشحت معلومات ان المملكه المتحده باعت السعوديه صواريخ كروز نوع Storm Shadow كجزء من برنامج السعوديه لتحديث مقاتلاتها نوع Tornado . ويبلغ مدى هذه الصواريخ حوالي 500 كم " وبالتالي فأن تصديرها محظور حسب اتفاقية نقل تكنلوجيا الصواريخ "
وقد تم تأكيد الصفقه عن طريق وثائق افرج عنها موقع ويكيليكس في عام 2009
وفي العام 2013 وعلى الرغم من النفي المتكرر فقد رشحت معلومات ان الولايات المتحده وافقت على بيع السعوديه صواريخ كروز نوع SLAM-ER
وعلى الرغم من الصواريخ الجديده التي اشترتها السعوديه من الصين اقصر مدى من سابقتها الا انها اكثر دقه وهذا له ميزه كبيره بعيون السعوديين حتى لو حمل الصاروخ رأسا حربيا تقليديا , حيث سيكون قادر على ضرب المباني الحكوميه والمؤسسات الاستراتيجيه والمقار العسكريه في ايران
وهنا يبرز سؤال : هل سيغير امتلاك السعوديه لهذه الصواريخ من التوازن العسكري في المنطقه ؟
الجواب : لا لكون الصواريخ مزوده فقط برؤوس حربيه تقليديه فقط
ويثير تقرير نيوزويك الاخير التساؤلات حول نوايا السعوديه في المجال النووي , فالسعوديه في خضم عملية بناء لقواتها التقليديه
ويقول مسؤولون سعوديون ان المساعي السعوديه بخصوص البرامج النوويه هو لتحقيق اكتفاء المملكه من الطاقه والتقليل من الاعتمادعلى النفط
وعلى كل حال فقد اختبرت السعوديه الطريق النووي , حيث قامت بتقوية علاقاتها مع عدد من الدول في العالم ومن ابرزهم باكستان , والسعوديه وباكستان يملكان علاقات عسكريه جيده منذ عدة سنوات
بل وقامت السعوديه بتوفير تمويل للبرنامج النووي الباكستاني
اضافه الى ماتقدم فأن التصريحات السعوديه غير المعهوده عام 2011 بخصوص رغبة السعوديه في سلوك الطريق الى النووي اذا لم يتدخل المجتمع الدولي لايقاف ايران عن تطوير برنامج نووي عسكري .
ويبدو ان غياب البنيه التحتيه لصناعه سلاح نووي في السعوديه قد يدعو السعوديه لشراء سلاح نووي جاهز للاستخدام !!
والدافع الرئيسي للسعوديه لشراء صواريخ جديده هو التقدم الذي اظهرته ايران في تطوير صواريخ ارض-ارض والتحديث المتواسط لترسانتها من الصواريخ , ومن المتوقع ان التقدم الايراني في البرنامج النووي سيضغط على السعوديه من اجل زيادة الضغط على باكستان لتوفير نوع من الضمانات النوويه
وتشمل هذه الضمانات : الردع النووي الموسع , تمركز قوة نوويه باكستانيه في السعوديه , او بيع السعوديه رؤوس حربيه نوويه يتم تركيبها على الصواريخ الجديده " بحركه منظمه ومع غض البصر "
ومخاوف السعوديه لم تهدا بعد ان وقعت ايران مع القوى العظمى اتفاقا مؤقتا بل لقد زادت
وياتي عرض السعوديه لترسانتها الصاروخيه علنا هو رساله قلق علنيه
في السنوات الماضيه اصبح الحديث عن المسائل الاستراتيجيه شاءعا داخل او خارج السعوديه , لذلك فان المزيد من التسريبات او الاعلانات عن القدرات السعوديه قد يكون متوقعا كنوع من الردع في ظل المفاوضات المستمره بين ايران والقوى العظمى
كما ان الصفقه التي تم تسريب اخبارها تؤشر على الاهتمام الصيني المتزايد لبيع اسلحه متطوره الى بلدان المنطقه وفي مقدمتهم السعوديه التي تعتبر المزود الاساسي للبترول للصين كما يؤشر ايضا ضعف الموقف الامريكي في المنطقه !
والى حد الان لايوجد دليل قوي على سلوك السعوديه طريق السلاح النووي على الرغم من ان امتلاك ايران للنووي سيشكل خطرا عظيما على السعوديه
وعلى كل حال وعلى ضوء ثرائها الكبير وقوتها العسكريه الضعيفه نسبيا فقد تعقد السعوديه اتفاقات او ترتيبات امنيه تسمح لها بنوع من الاستقلاليه في اتخاذ القرار وتوفير الردع بما يحافظ على التوازن العسكري في منطقة الخليج خاصه بعد توتر العلاقات مع الولايات المتحده وسعي الاخيره لتحسين العلاقات مع ايران وربما وضع ايران كقوه مهيمنه في المنطقه وبتوافق امريكي .
وليس من الواضح اذا كانت اسرائيل قد استلمت اي نوع من الضمانات حول الصفقه حديث الموضوع من الولايات المتحده او من السعوديه
فاسرائيل وبشكل عام لاتفضل ان تتزود الدول العربيه بسلاح متطور قادره على تهديد اسرائيل ايضا
ففي الماضي عارضت اسرائيل هذا النوع من بناء القدرات العسكريه للدول العربيه
لكن في السنوات الاخيره ومع توحد الخطر " وهو ايران " فان اسرائيل قد تغض البصر عن بناء الامكانيات العسكريه للسعوديه ودول الخليج الاخرى بل يعتبر الامر ميزه
ومع ذلك فان وجود سلاح بالستي في يد دوله معاديه لاسرائيل يجب ان يثير قلق الاخيره وخاصه ضمن الصمت الذي يحيط بموضوع الصواريخ السعوديه وطبيعه التدخل الامريكي
---------------------------